لم تعد ايسلندا المنتخب الوحيد صاحب المفاجأة فى كأس اوروبا 2016 لكرة القدم المقامة فى فرنسا ، بعد ان تغلبت ويلز على بلجيكا 3-1 فى ليل وانتزعت تأهلا تاريخيا الى نصف النهائي. وتلتقى ويلز الاربعاء المقبل فى دور الاربعة مع البرتغال التى تأهلت بدورها على حساب بولندا بركلات الترجيح، حيث ستجمع المباراة اثنين من نجوم ريال مدريد هما الويلزى جاريث بايل والبرتغالى كريستيانو رونالدو. وتأهل ويلز الى نصف النهائى يعتبر نتيجة تاريخية فهى تشارك للمرة الاولى فى البطولة الاوروبية، وافضل نتيجة لها فى بطولة كبيرة كانت فى مونديال 1958 حين خرجت من ربع النهائى على يد البرازيل بهدف للاسطورة بيليه عندما كان عمره 17 عاما. وقال مدرب ويلز كريس كولمان »احلموا، لا تخافوا من الاحلام!«. ويعتبر الخروج بالنسبة الى الارمادا البلجيكية التى تضم خصوصا المهاحمين كيفن دى بروين ورومليو لوكاكو والقائد ادين هازار، ضربة موجعة جديدة لجيل ذهبى بعد عامين من الخروج ومن الدور ذاته فى مونديال 2014 فى البرازيل على يد الارجنتين. وفى المشاركتين، كان منتخب »الشياطين الحمر« يجد نفسه رائعا لدرجة ان اللاعبين اعتبروا انهم فى المقام الاول والاجدر لاعتلاء منصة التتويج. وقال المدافع توماس مونييه قبل المباراة مع ويلز »يحب ان نذهب الى المباراة النهائية، لا يمكن ان نخسر ». وقد تعجل هذه الضربة الجديدة فى اقالة المدرب مارك فيلموتس الذى يقود المنتخب منذ 2012، وقال بعد الخسارة »اتركوا لى الوقت لافكر. لن آخذ قرارا متسرعا«. ولخص حارس مرمى بلجيكا العملاق تيبو كورتوا حال المنتخب بالقول »: انها اسوأ خيبة امل اعيشها فى مسيرتى خصوصا اننا كنا نملك فرصة فريدة لبلوغ المباراة النهائية«. وانتقد كورتوا تكتيكات المدرب، وقال »ارتكبنا الاخطاء ذاتها وواجهنا نفس المشاكل التى عشناها فى المباراة الاولى ضد ايطاليا فى الدور الاول وخسرناها صفر-2. على ان ازن كلماتى لانى لا ارغب فى هدم كل شيء«. ويعتبر تأهل ويلز الى دور الاربعة مفاجأة بحد ذاته، لكن ليس بنفس القدر الذى تأهلت فيه ايسلندا الى ربع النهائى حيث ستواجه فرنسا المضيفة غدا الاحد لان الفوارق كثيرة بينهما. ففى حالة ويلز، يشكل لاعبوها العمود الفقرى فى الدورى الانجليزى الممتاز فضلا عن انها تملك نجما عالميا هو جاريث بايل القادر بمفرده على تحويل مجرى ونتيجة اى مباراة حيث نجح حتى الان فى تسجيل 3 اهداف اثنان منها من ركلتين حرتين، فضلا عن قدرته على صنع مساحات كبيرة لزملائه من خلال ارغام الدفاع الخصم على مراقبته باكبر عدد ممكن من الاشخاص. وحدثت الحالة الثانية فى مباراة الامس حين عادلت ويلز (1-1) بعد ان وضعت رقابة شديدة ومكثفة على بايل خلال تنفيذ ركلة ركنية فبقى قائد ويلز اشلى وليامس خارج الرقابة وتابع برأسه الكرة فى الشباك (31). وعبر هال روبسون-كانو صاحب الهدف الثانى (55) عن رباطة جأس لافتة فى خداع الدفاع البلجيكي، ثم قضى سام فوكس (86) على احلام البلجيكيين الذين افتتحوا التسجيل بقذيفة رائعة من راديا ناينجولان (13). وكانت خيبة الامل كبيرة جدا بالنسبة الى الجمهور البلجيكى الذى كان فى مدينة ليل وكأنه فى بيته لانها لا تبعد اكثر من 100 كلم عن الحدود البلجيكية فوصلها اكثر 100 الف مشجع حصل 10 الاف منهم على بطاقات دخول.