أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن محاولات توظيف بعض الجماعات المتطرفة التى تفهم الإسلام فهما خاطئًا، وتفسرُهُ تفسيرًا أيدلوجيًا لخدمة مصالحها الخاصة، خرجت حتى بكثير من صور العبادات عن جوانبها الإيمانية والتعبدية، إلى محاولات توظيف سياسى لا علاقة لها بجوهر الدين ولا بروحه الصافية، حتى وصل الأمر إلى قتل المتطرف أخاهُ أو والديه جهلا وتطرفا وافتراء على الله ورسوله، وعلى شريعتنا السمحاء، بحجة أنهم لا يصلّون أو لا يصومون، مع أنه لا يوجد فى الإسلام قتل على مجرد ترك الشعائر، أو حتى على المعتقد وليس لشخص أن يحاسب آخر على ذلك، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى «لاَ إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ»، ويقول سبحانه «وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ»، فمن أراد أن يحمل الكون على محمل واحد فهو معاكس لسنة الله عز وجل فى كونه . وأضاف وزير الأوقاف أن تصحيح المفاهيم الخاطئة وبيان صحيح الإسلام ونشر منهجه الوسطى السمح وإبراز قيمه الإنسانية والحضارية يعد من ألزم واجباتنا، موضحا أن الجماعات المتطرفةَ تلوى أعناق النصوص، بما يخرجها عن سياقها ومغزاها ومقاصدها الكلية، مما يحتم علينا أن نجعل الأولوية لفهم النص القرآنى والنص النبوى لا لمجرد حفظهما، وهو ما نحاول ترسيخه من خلال البرامج الدعوية وبرامج التدريب المتنوعة، ومراكز الثقافة الإسلامية، والتى سيتم تعميمها فى جميع المحافظات، هذا إلى جانب مكاتب تحفيظ القرآن الكريم العصرية التى تهدف مع تحفيظ القرآن الكريم إلى فهم قيمه وأخلاقه، وتربية النشء على القيم الإنسانية السوية، والانتماء الوطنى وفقه العيش الإنسانى المشترك، مع التحذير من الجرأة على دين الله والفتوى بدون علم، وبيان أن معرفةَ بعض الأحكام الجزئية، لا تخول لصاحبها حق الافتاء أو الخوض فى دين الله عز وجل، دون إلمام بفقه المقاصد، وفقه المآلات، وفقه الأولويات، وفقه الواقع، وفقه المتاح، وحالات وضوابط تغير الفتوى بتغير الزمان أو المكان أو حال المستفتى . وأشار جمعة إلى أنه إذا أردنا أن نضع ضابطا عاما، لما يمكن أن يأخذ الإنسان إلى طريق النجاة أو يأخذه إلى طريق الضلال، فإننا نستطيع أن نقول: إن كل ما يأخذ أو يؤدى إلى الرحمة والتسامح، والبناء والتعمير، والعمل والإنتاج، وعمارة الكون وحب الخير للناس، والحفاظ على أمن الأوطان ووحدتها، وسلامتها وقوة بنيانها، يأخذكُ إلى صحيح الإسلام. المكرمون من حفظة القرآن الكريم وخلال الاحتفال قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتكريم حفظة القرآن الكريم الفائزين فى المسابقة العالمية الثالثة والعشرين للقرآن، وفى فرع الناطقين بالعربية تم تكريم أحمد يسرى محمد من مصر، حاصل على المركز الأول، وفى فرع غير الناطقين بالعربية تم تكريم أحمد محمد حسن من الولاياتالمتحدةالأمريكية، حاصل على المركز الأول، والمركز الثانى تيجانى جابى من مالي، وفى فرع حفظ القرآن الكريم كاملا للناشئة، تم تكريم آلاء عمر خليل من مصر، وبلال محمد السيد من مصر، وحصل عبد الله عمار على مكافأة خاصة لتميزه فى حفظ القرآن الكريم، كما تم تكريم الدكتور أحمد عوض إمام مسجد السيدة زينب بالقاهرة، والدكتور هشام عبد العزيز معاون رئيس القطاع الدينى بالأوقاف، لحصولهما على الدكتوراه فى التفسير وعلوم القرآن. وقد أهدى وزير الأوقاف للرئيس السيسى كتاب «حماية الكنائس فى الإسلام»، والكتاب من إصدارات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف، وقال وزير الأوقاف إننا نرمز باختيارنا لهذا الكتاب فى هذه المناسبة القرآنية، إلى عظمة الإسلام فى تعامله مع الآخر واحترامه لعقيدته.