عقب ساعات من الهجوم الإرهابى الدموى الذى استهدف مطار أتاتورك باسطنبول، أعلن مكتب الرئاسة التركى فى بيان أن الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الروسى فلاديمير بوتين أعربا عن عزمهما إحياء العلاقات الثنائية والتعاون لمكافحة الإرهاب، وذلك خلال اتصال هاتفى هو الأول بين الرئيسين منذ توتر العلاقات بين موسكووأنقرة بسبب إسقاط الطائرة الروسية على يد قوات تركية العام الماضي. وقال مكتب أردوغان إن الزعيمين اتفقا كذلك على عقد اجتماع ثنائى بينهما لم يتحدد موعده، وأضاف أن «خطوات ضرورية» ستتخذ لإحياء العلاقات. وأشار إلى أن بوتين قدم تعازيه خلال الاتصال للضحايا الذين سقطوا فى الهجوم الإرهابى الذى استهدف المطار الرئيسى باسطنبول والذى أسفر عن مقتل 41 شخصا ومئات المصابين. وفى موسكو، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسى مستعد لعقد لقاء مباشر مع أردوغان، وقال إن وزيرى خارجية البلدين سوف يجتمعان فى مدينة سوتشى الروسية فى أول يوليو المقبل، وأن بوتين سيأمر حكومته ببدء التفاوض مع تركيا لاستئناف العلاقات التجارية بين البلدين، ورفع القيود المفروضة على الرحلات السياحية الروسية لتركيا، ولكن دون تحديد مواعيد لذلك. وأشار الكرملين إلى أن الرئيس الروسى يرى أن رسالة الرئيس التركى التى أعرب فيها عن أسفه لسقوط الطائرة الروسية هيأت الظروف لغلق صفحة الأزمة، ووضعت الشروط لإعادة التعاون، وأشار إلى أن الرئيسين أكدا ضرورة تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب. وفى سياق متصل، أكد أردوغان أن الهجوم الإرهابى على مطار أتاتورك أمس الأول، يهدف إلى تشويه صورة تركيا أمام العالم ويظهر من جديد الوجه القبيح للمنظمات الإرهابية. وقال فى بيان رئاسى : «آمل بشدة أن يكون الهجوم الإرهابى منعطفا، ونقطة مفصلية، لبدء مكافحة مشتركة، بقيادة الدول الغربية، فى أنحاء العالم ضد التنظيمات الإرهابية»، وأكد أن بلاده ستواصل مكافحة الإرهاب حتى النهاية وبكل قوة وعزيمة. من جانبه، أعلن رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم أن النتائج تشير إلى مسئولية تنظيم داعش الإرهابى عن الهجوم الانتحارى بمطار أتاتورك. جاء ذلك خلال تفقد رئيس الوزراء للمطار، حيث عاد سير العمل إلى وضعه الطبيعى أمس بعد ساعات من تعليق جميع الرحلات الجوية. ومن جانبه، أعلن مكتب محافظ اسطنبول أن حصيلة ضحايا الهجوم الإرهابى ارتفعت إلى 41 قتيلا من بينهم 13 أجنبيا، وإصابة 239 آخرين مما يجعله أكبر هجوم تشهده تركيا هذا العام. وفى سياق متصل، تواصلت ردود الفعل الدولية المنددة بالهجوم، حيث أدان الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية الهجوم، وأكد أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة الإرهاب بجميع أشكاله والذى بات يشكل تهديدا خطيرا على أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة على اتساعها. وأدان البيت الأبيض «بأشد العبارات الممكنة» الهجمات، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة تبقى ثابتة فى دعمها لتركيا. وألغت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية أمرا صدر فى وقت سابق بوقف الرحلات بين الولاياتالمتحدة ومطار أتاتورك بعد الهجمات.