محاصرون بالفشل الحكومى إينما ولينا الوجه.. محاصرون بالصمت وغياب فقه الأولويات، مستنزفون من الأسعار، ومن صور النواب النائمين، وحكاياتهم أخيرا على الواتس اب.. مستغربون مجلس للنواب لا يصلنا منه حتى الآن إلا أنباء عن زيادة مكافآته، ورفع نصيبه فى موازنة دولة فقيرة، غير غافلين عن أن «التصاعد» فى وتيرة العجز عن ادارة مصالحنا، غير آمن «لنا» قبل الحكومة، وان أحد ابلغ تجلياته ماجرى ويجرى فى امتحانات الثانوية العامة.. ومع ذلك «مؤمنون بالبلد» وبقدرته على التجاوز، ان صلح «الاختيار»، وأفرج عن الكفاءات المهدرة. وأنا ممن يدعون ان المشكلة الحقيقية والسبب الكامن وراء الإخفاق ناجم من «الإخفاق الاولى» فى «الاختيار»، لمن يصلح لادارة موقع ما، والاصرار على إغلاق الدوائر، ورفض «تجديد التربة»، بحجة : «منين».. «وين».. ومن أين نأتى بمن «يصلح».. من يصلح، خيار موجود، فقط، مدوا البصر قليلاً وكفوا عن التصميم والعناد والاحتفاظ بعناوين الفشل، فى المناصب، جربوا «الخبرة» والعلم، ويكفينا ماندفعه ثمنا لاختيارات «أهل الثقة».. لما أقول ان أغلب الناس مؤمنون بالبلد وبقدرتها على تجاوز الاخفاقات بشرط حسن الاختيار، واليقين بأن هذا البلد «عامر»، بقدر ماترغب فى أن يعم «النموذج». والسفيرة هويدا عصام عبد الرحمن، قنصلنا العام فى الكويت الشقيقة، «نموذجا»، للمعنى الذى ألح عليه أنا وغيرى، نموذج لكادر مصرى لا يصلح فقط لترأس قنصلية مصرية ترعى مايقرب من مليون مصرى، بل تصلح على الأقل أن تكون وزيرة، واقرأوا وتابعوا ماتقوم به «معالى» السفيرة هويدا عصام عبد الرحمن التى تنامت الى نتائج وحصاد معالجتها غير النمطية لمشكلات واحتياجات المصريين، عبر مصدرين، أحدهما الجرائد والاعلام الكويتى، وثانيهما مصريون يعملون فى الكويت الشقيقة منذ عقود، وتوالى عليهم وعلى رعاية مصالحهم اسماء، لكنهم لم يطلقوا على أى منها لقبا كالذى اطلقوه على السفيرة هويدا «أم المصريين».. أنشأ المصريون لها صفحة على الفيسبوك، كتبوا تجاربهم معها، انطباعاتهم عنها «كلمة السر عندها هى الأمل.. يوم لا ينسى ولن يمحى.. باب.. باب قنصل عام مفتوح وابتسامة ترحيب.. تنهى مشكلات كل واحد حتى قبل ما يتكلم ..أحيت فيننا الأمل ان هناك من يحب مصر ويحرص على أهلها «تزور القنصل العام طفلة مصرية مريضة ونجحت فى الامتحان حاملة هدية.. تخصص فاكسا لفحص صحة العقود ترد بعد 48 ساعة، تاخد ندى الطفلة الرضيعة، التى فرت أمها الى مصر بعد ان قتلت زوجها، تضم القنصل «ندى» إلى أبنائها، ويسألها المصريون الذين صاروا أكثر انتماء عن ندى وتكتب الصحف الكويتية عن ندى فى حضن بيت مصر، ويدعوا المصريون أن يكثر الله من أمثال السفيرة هويدا عصام التى وثقت من علاقتهم بمصر وأحيت فيهم الأمل.. حتى مكتبها، أعضاؤه الأستاذة أمانى وأخر «محترم» يتعاملون بنفس «الكود المبهر للمصريين».. ادخلوا على الصفحة الرسمية للقنصلية، راقبوا التواصل الدقيق،واخره تدشين مبادرة قانونية، بالاشتراك مع مجموعة من الاستشاريين القانونيين، من أجل الدعم القانونى لأبناء الجالية المصرية كلهم. قبل أكثر من عشرين عاما، تلقيت دعوة من مجموعة من الدبلوماسيات الشابات، كان من بينهن السفيرة ليلى بهاء الدين والسفيرة هويدا عصام واخريات. استحضر انطباعى عن الدبلوماسية الشابة وقتها، هويدا، وعى سياسى، وقدوة على القيادة، وحضور.. لما تواصلت مع تجربتها وهى سفيرة وقنصل عام فى الكويت عبر ماذكرت من مصادر، كان فرحى متجاوزاً شخصها وتجربتها، كان فرح بالافراج «عن إمكانات» كادر مصرى يؤكد مايساورنا جميعاً، من ان مصر لا تعوزها الكوادر، بقدر ماتفتقد «العين القادرة» على ألتقاط هذه الكوادر، بقدر ماتعوزها المؤسسات القادرة على فرزها.. ووزارة الخارجية المصرية التى منذ ان فكر محمد على فى تحويل علاقات مصر «ببلاد بره» من مجرد حملات عسكرية إلى بناء سياسى يبنى للقاهرة علاقات متنوعة، خزينة من الكوادر. قنصلنا العام فى الكويت، السفيرة هويدا عصام لم تكن لتقدر على الانجاز لولا ان هناك بالكويت «سفيرا مصريا» قويا، وداعما، ويعتبر ان انجاز القنصل اضافة للعمل المؤسسى المصرى، وهو سفير يستحق التحية والتقدير لانه متجاوز لآفات مصرية نعرفها جميعا، أبسطها غياب روح الفريق. لقد اخترت التوقف عند تجربة قنصلنا العام فى الكويت ليس للاشادة الفردية ولكن لكى يطمئن قلوبكم، على ان الاصرار على «تقليب التربة» وابراز الكادر الجديدة فرض عين على الجميع وأولهم كل المسئولين فى المؤسسات. لمزيد من مقالات ماجدة الجندى