لم تعد القاهرة تصلح للاقامة فيها, فالزحام موجود في الشوارع وعلي الأرصفة, وطوابير السيارات تسير في مواكب بطيئة كأنها تشيع الزمن الجميل.. زمن الهدوء والراحة وكذلك التلوث بسبب التكدس وعوادم السيارات التي تنبعث منها غازات غير كاملة الاحتراق, مثل أول أكسيد الكربون السام وأكاسيد النيتروجين والرصاص, ولنا أن نتصور تأثير هذه الملوثات بالاضافة إلي السحابة السوداء علي صحة الاطفال والكهول خاصة مرضي الجهاز التنفسي والربو, ولو اهتم المسئولون في السابق بالدراسات العلمية المستقبلية لكان الحال قد تغير, اذ كان يجب تقدير نسبة الزيادة في عدد السكان, وعدد المركبات وتقنين تراخيص تلك المركبات, وكان لابد من الحد في اقامة البنايات الشامخة وسط المدينة, مثال ذلك مبني وز ارة الاستثمار في طريق صلاح سالم, وكذلك تشييد المولات المتلاصقة في نطاق ضيق مما تسبب في التزاحم والتخبط المروري ويدور الحديث كثيرا عن إخلاء مجمع التحرير ولكن إلي أين سيتم نقل المصالح التي تشغله هل ستنزرع في مدينة نصر أو القاهرة الجديدة؟ أري أننا بعد ان وصلنا إلي هذا الحال أن الحل الوحيد هو انشاء عاصمة جديدة لمصر تستوعب الانشطة الرسمية كمجلس الوزراء والمجالس النيابية والسفارات مع تشييد مركز ضخم للمؤتمرات الاقليمية والعالمية ويلحق بها مطار خاص, ومن أمثلة الدول التي سارعت بإقامة عواصم بديلة: بنين بورتونوفر العاصمة الرسمية وكوتونو مقر الحكومة, بوليفيا لاباز مقر الحكومة, وسوكر مقر القضاء كازاخستان انتقلت الحكومة من الماتي إلي إستانا بنيجيريا وانتقلت العاصمة من لاجوس إلي أبوجا, تنزانيا: ونقلت العاصمة من دار السلام إلي دودوما, ساحل العاج ياماو سوكر العاصمة الرسمية لكن أبيدجا أصبحت مركز الادارة جنوب إفريقيا العاصمة بريتوريا لكن كيب تاون مقر التشريع وبليموفونتين المركز القضائي, سيريلانكا العاصمة كولومبو وسري كوت مقر التشريع سويزلاند العاصمة مبابين ولوبامبا المقر الملكي. الغريب ان المشكلات الخطيرة التي تواجهنا معروفة وحلولها أيضا معروفة لكن هناك نوعا من التراخي والتسويف, فهل موضع القاهرة الآن يريح المسئولين, إنه لايرضي العدو ولا الحبيب, ولم نسمع أيا من مرشحي الرئاسة قد وضع هذا الموضوع الخطير في خطته. د. عادل وديع فلسطين