شاهدتها لأول مرة في حياتي بدار الأوبرا المصرية.. لا أقصد دار الأوبرا الحالية ولكن دار الأوبرا القديمة التي كانت تحتل وسط ميادين وسط البلد ميدان الأوبرا أمام تمثال إبراهيم باشا. في هذه الدار الكلاسيكية القديمة شاهدت الفنانة رتيبة الحفني مغنية الأوبرا في عمل عظيم هو الأرملة الطروب وهو عمل يندرج تحت مايسمي الاوبريت. بعد ذلك كان لقائي بها في أكاديمية الفنون عندما تولت عمادة معهد الموسيقي العربية.. ثم بعد ذلك في كثير وكثير من حفلات فرقة أم كلثوم للموسيقي العربية وهي تقدم لنا التراث الموسيقي والغنائي العظيم بقيادة وتوزيع حسين جنيد لكن هنا لا أنسي الراحل أيضا عبد الحليم نويرة وفرقته الموسيقية التي ذاع صيتها لدرجة اجتذبت العديد والعديد حتي من الشباب. فرقة الموسيقي العربية التابعة لمعهد الموسيقي العربية التي كونتها رتيبة الحفني كانت من طلبة وطالبات المعهد وبعضها من أساتذته لتشكل النواة التي استمرت حتي الآن لهذا الفن البديع. إذن لدينا رتيبة الحفني كمغنية أوبرا شاهدتها في الأوبرا القديمة وأيضا في الأوبرا الحديثة خاصة في أوبرا عايدة شاهدتها في أكثر من أوبرا في مسرح الجمهورية الذي تحول الي أوبرا مؤقتة بعد حريق الأوبرا القديمة. إذا لدينا هنا المهتمه بالفن الأوبرالي الصعب وأيضا هنا لدينا الفنانة المهتمة بالموسيقي العربية.. تلك الموسيقي التي قدمت لها معظم حياتها سواء من خلال عملها لأول رئيسة للأوبرا المصرية أو كأول من أقام مهرجان للموسيقي تشارك فيه الدول العربية التي تجمعت أول مرة في مصر تحت راية هذا المهرجان قبل ان يتجمعوا في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي. والدها د. الحفني كان له الفضل في الجانب الأكاديمي عندما بدأت دراسة الموسيقي لأول مرة في مدارس مصر من خلال جهده.. لكن إبنته الدكتورة رتيبة الحفني كان لها الدور الأكبر في رفع راية الموسيقي العربية التراثية والمعالجة بالأسلوب العلمي العالمي الذي تستسيغه الأذن العربية وأيضا الغربية وهو ما لمسته في رحلتها بالفرقة وكنت معها الي كندا ثم الي العديد من الدول الغربية والعربية. قدمت الكثير وكسبت القليل شأنها شأن كل العاملين في مجال الفنون الراقية رفيعة المستوي. أسعد الآن وأنا أشاهد الدولة تكرمها من خلال دار الأوبرا المصرية في حفل خاص, كما يحضره من عاصر مشوارها وأيضا من عمل معها ومعهم ابنتها رئيسة الأوبرا الحالية عازفة الفلوت د. إيناس عبد الدايم والذي شرفه وزير الثقافة محمد صبري عرب. [email protected]