«واز امباو» مؤلف سنغالي، فى السابعة والعشرين من عمره، تلقى تعليمه الثانوى 2007 فى العاصمة السنغالية داكار، واستكمل تعليمه فى جامعة القاهرة، وحاز ليسانس الآداب. يقرض الشعر من بواكيره، وله العديد من القصائد المنشورة، وغير المنشورة. لكن الرواية ظلت تخايله إلى أن أصدر روايته الأولى «ديداكتيكا» «Didactika» 2015 فى القاهرة على نفقته الخاصة، وأعادت نشرها فى السنغال أكبر دور النشر الشبابية، بالرغم من جرأتها، من عنوانها «الشباب.. الجنس والمخدرات»، إلى كل التفاصيل التى تعرض لقضايا ومعاناة الشباب. وكان لنا معه هذا الحوار حول الرواية، وملابسات كتابتها. فى البداية ليتك تحدثنا عن روايتك الأولى وظروف كتابتها؟ كنت مشغولا دائما بمشاكل الشباب، كونى واحدا منهم، لذا قررت أن يكون أول أعمالى الأدبية عنهم، أى عن أمر أعلمه جيدا، وأعيشه بينهم، ويمكننى تقديمه بشكل واضح دون مغالطة باعتبارى أعايش هذه المرحلة العمرية وأفهم مشكلاتها وطموحاتها وكل شىء عنها، من هنا كتبت روايتى «الشباب.. الجنس والمخدرات»، وهذه الثلاثية مزيج غريب، ولها سحرها عن الشباب وتؤثر فيهم بشكل كبير، فكان لابد أن أكتب شيئا يجذب انتباههم ويتحمسوا لقراءته. ما الظروف التى أحاطت بكتابتك للرواية، وهل كتبتها فى مصر وقت دراستك الجامعية أم فى السنغال؟ كتبتها بين 2009 و2010، وكنت وقتها أدرس فى جامعة القاهرة، وكنت أتردد على السنغال لرؤية أهلى فى الإجازات المختلفة، لكن أغلب أوقات كتابتها كانت فى مصر. وحاولت فيها الوقوف على تشابهات قضايا الشباب فى المجتمعين السنغالى والمصري، ففى الجامعة فى مصر، وفى أثناء دراستى الثانوية بالسنغال أيقنت أن المخدرات والجنس من قضايا التى تشغل الشباب بشكل كبير، وهذا ساعدنى كثيرا فى الكتابة، فلى أصدقاء كثر من جيلى جربوا هذا وذاك، ما منحنى صورة واضحة عن هذا العالم، ووثقت بعض أحداثه الحقيقية، وهى فى الرواية من الواقع وليست محض خيال. كيف استقبل المجتمع السنغالى المحافظ الرواية، خاصة أنها عن ثالوث القلق الأكبر، الشباب والجنس والمخدرات، وهى أمور مربكة للمجتمعات الأخلاقية؟ المجتمع السنغالى مجتمع محافظ لدرجة كبيرة، لكن هذا الثالوث موجود بأى مكان فى العالم، المهم ألا نضع رؤوسنا فى الرمال كالنعام، ونقول مجتمعنا لا يحتوى على ذلك، أو أنه محافظ، الأهم هو معالجة هذه المشكلات، وهو ما سعيت للمشاركة فيه بالرواية، حيث قدمت بعض النماذج، صحيح مزجت فيها الواقع بالخيال، لكنها موجودة على الأرض، وفى نهايتها قدمت عبرة لهذه المشكلات، وكيفية التخلص منها خاصة بعد عرض التداعيات السلبية على الشباب. ولا أنكر أن العنوان صادم، والبعض وصفوه بأنه جرىء، لكنهم لم ينكروا أن المجتمع يعانى تلك المشكلات فعلا، وكون الشباب أساس بناء أى دولة يجب أن يتم التركيز عليهم، وعلى مشكلاته بشكل أكبر، وإذا أردنا التقدم للسنغال فلابد من مناقشة مشكلات الشباب بشكل واضح وصريح دون خوف وهو ما فعلته فى هذه الرواية. هل المخدرات والجنس منتشران فى السنغال بشكل كبير؟ ثالوث الشباب والمخدرات والجنس إذا أضفنا إليه ضلع رابع الجريمة هى مشاكل موجودة فى كل مكان فى العالم وليست السنغال ولا مصر وحدهما، فى دول أفريقيا وأوروبا والأمريكتين، وآسيا، لكن بدرجات متفاوته وفقا للمعايير الأخلاقية والعدالة الاجتماعية فى كل مجتمع وكل فئة داخل ذلك المجتمع. فهل هذا المجتمع فى السنغال؟ بالطبع نعم، لكن ليس بالقدر الذى نراه فى أمريكا، أو فرنسا، لوجود ضوابط أخلاقية إلى حد كبير فى السنغال كونه مجتمعا محافظا، لكنه لا يخلو من هذه الظاهرة. كيف استقبل الوسط الثقافى والنقاد فى السنغال الرواية خاصة أن جريدة «الشمس» «Le Soleil» قدمتها للقراء؟ استقبال النقاد والوسط الثقافى للرواية كان جيدا، حيث قالوا إنها جيدة جيدا من حيث الكتابة، والسرد، والموضوع، وأكدوا أن مضمونها الصادم حقيقى ولابد من طرحه لنتمكن من علاجه بشكل صحيح، وأكدوا أن التكنيك كان مثيرا للشباب كونهم الجمهور المستهدف. لأى مدى استفدت من نشأتك وتعليمك فى كتابة الأدب؟ دراستى ساعدتنى كثيرا فى تعلم للكتابة، بجانب الاستعداد النفسي، وحبى للكتابة، وتعليمى فى كلية الآداب بجامعة القاهرة، كل هذا أثرى شخصيتى بشكل كبير، وساعدنى كثيرا على طرح رؤيتى الخاصة فى الشعر والرواية. هل تطمح لتقديم روايتك عبر عمل درامى أو فيلم سينمائي؟ لم يُعرض عليّ هذا حتى الآن، لكنى أتمنى أن تتحول إلى فيلم سينمائى ليساهم فى حل قضايا الشباب، فالسينما لها بريقها الخاص، وتأثيرها كبير على الجمهور، أما الأعمال الدرامية كمسلسل مثلا، فلم أفكر فيها وأعتقد أن الفيلم يتناسب مع مضمونها وفكرتها أكثر. هل ثمة مشاريع أدبية جديدة تخطط لها؟ أقوم حاليا بكتابة رواية جديدة تحمل عنوان «كربلاء.. النبؤة الوسطية»، ولم أنته منها بعد، أما الشعر فأنا أحبه كثيرا، لكننى أتوجه للشباب كما تحدثنا، وهم لا يفضلون الشعر بدرجة كبيرة، لذلك اعتمدت أسلوب كتابة يمزج الاثنين فى أعمالي، كما هو واضح فى روايتى «الشباب..الجنس والمخدرات» لأتمكن من مخاطبة الشباب بأسلوب أوضح وأكثر عمقا وقريب منهم.