عم سيد رجل بسيط يقترب من سن الستين ويعمل مزارعا بالأجر اليومى، وتساعده زوجته من حين إلى آخر ولديهما خمسة أبناء «ثلاث بنات وولدان» وقد حالت ظروف الأسرة الصعبة دون استكمال تعليمهم إذ إن عائد عمله يكفى بالكاد ثمن القوت الضرورى للحياة، وقد واجه مصاعب كثيرة من أجل تزويج بناته، وذات يوم أحس بأن التعب والإرهاق الذى كان يقاومه من قبل لم يعد يتحمله فلقد زادت آلامه بدرجة كبيرة، وذهب إلى الطبيب فتبين أنه مصاب بتليف فى الكبد وفيروس سى، وقد تزوج أيضا ابنه الأكبر وصارت له حياته الخاصة، ولم يكن هناك من يتولى مسئولية الأسرة سوى ابنه الأصغر «جلال» وعمره خمسة وعشرون عاما، وشيئا فشيئا أحس جلال بآلام فى الظهر، وظن فى البداية أنها نزلة برد، ثم أتضح أنه يعانى تيبسا فى الفقرات، ويحتاج إلى حقن غالية الثمن من أجل وقف تدهور حالته، ولما علم بذلك أصيب بحالة إحباط واختفت ابتسامته، وها هو قعيد فى المنزل، ولا يدرى ماذا يفعل؟.. يقول عم سيد مرضى أهون بكثير من مرض ابنى الذى يؤلمنى أن أراه بهذه الحال ويتساءل: من أين لى بألفين وخمسمائة جنيه ثمن كل حقنة تتطلبها حالة ابنى الذى يحتاج على الأقل إلى خمس حقن؟ صفاء عبدالعزيز