كانت مفاجاة كبيرة بالنسبة لى حينما صرح الكاتب ايمن بهجت قمر بتصديه لكتابة الجزء السادس من ملحمة ليالى الحلمية و لكن الحنين الى الماضى خلق نوع من الحماس لهذة التجربة و التى انتظر الجميع ماذا سيقدم الصناع الجدد للعمل من مفاجات درامية كما اتحفنا صناع العمل السابقون. و مع اننى لا اميل الى الحكم على العمل الدرامى الا بعد انتهاء عرضه حتى تكتمل اركان مشاهدته ،الا اننى مضطر لكسر هذة القاعدة هذة المرة لان الخطأ الذى رصدته , خطأ كبير جدا من وجهة نظرى و لم اتوقع ان يقع كاتب كبير مثل ايمن بهجت قمر فى براثنه . لا جدال فى ان الفنان الراحل ممدوح عبد العليم كان من الصناع الاساسيين لهذة الملحمة الدرامية ، و لاجدال فى ان غيابه عن الحياة و عن الساحة الفنية يعتبر خسارة كبيرة على المستوى الفنى و الانسانى ، و لكنه فى النهاية انسان ، يعيش و يموت ، اما شخصية على البدرى ، فهى احد الاعمدة الاساسية التى استند عليها البناء الدرامى لليالى الحلمية ، فهو ابن ثورة يوليو، و احد الشباب المؤمنين بفكر جمال عبدالناصر، و احد الذين تحمسوا لفكرة المجتمع الاشتراكى ، و احد اللذين انكسرت طموحاتهم بعد نكسة 1967 ، احد الذين دفعوا ثمن انتماؤهم للفكر الناصرى فى بداية حكم السادات ، و هو الذى كفر بكل ما أمن به و القى به وراء ظهره و اتجه بكل قوته فى اتجاه عالم البيزنيس و رجال الاعمال . لم يكن من الحكمة و لا من الاحتراف ان يتم الغاء شخصية على البدرى بسبب وفاة ممثلها ، فالممثل يموت و لكن الشخصية لا تموت ، ان على البدرى كان من الممكن استخدامه للاسقاط على كل ما وصل اليه نفوذ رجال الاعمال فى مصر خاصة فى السنوات الخمس الاخيرة ، فانا اتوقع انه كان سيمتلك صحيفة تعبر عن اتجاههه السياسى و الاقتصادى بالاضافة الى قناة فضائية تخدم مصالحه بمختلف اطيافها ، كان ممكن من خلاله كشف كل ما يدور فى عالم البيزنيس مثل ما حدث فى الاجزاء السابقة من الحلمية ،و اعتقد انه لم يكن من الصعب ان ينم اسناد الدور الى ممثل موهوب يستطيع ان يجسد امتداد شخصية على البدرى ، تماما مثلما قامت النجمة الهام شاهين بتجسيد امتداد شخصية ( زهرة ) بعد اعتذار النجمة اثار الحكيم فى الجزء الرابع ، فانسحاب النجم او وفاته لا تعنى وفاة دوره . لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا