أنا فتاة عمري ستة وعشرون عاما, وأشعر منذ صغري أنني أقل من بنات جيلي, وكنت دائما هادئة ومنطوية وراضية بقدري, كما كنت أراني غير جميلة مقارنة بزميلاتي, ولم أهتم أبدا بمظهري نظرا لتربيتي الجامدة التي تراها أمي التربية السليمة للبنات. وركزت اهتمامي علي الدراسة فتفوقت وتخرجت في كلية التربية وعملت معلمة باحدي المدارس الثانوية.. ولم يتغير منهجي في الحياة, ولم يحاول أحد الاقتراب مني وإن ظللت أحلم بالحب والارتباط مثل كل البنات.. وقد لاحظت اهتماما زائدا من أحد تلاميذي, ولا أنكر أنني كنت أرتاح لوجوده بجانبي في فترة الدراسة, واعتبرته صديقا لي, وهو يتمتع بشخصية قوية برغم أنه يصغرني بسبع سنوات.. وقد كتمت مشاعري ولم أبح بها لأحد, حتي هو شخصيا كنت أصده بسبب فارق السن بيننا. وفي ذلك الوقت تقدم لخطبتي شاب كان يرسم الطيبة والتدين علي وجهه فوافقت عليه, وأعلنا الخطبة, وعلم تلميذي بها فساءت حالته, وكان في الصف الثالث الثانوي, ولم أجد بدا من الانتقال من المدرسة التي أعمل بها الي مدرسة أخري.. ونجحت في الاندماج مع خطيبي لكنني بعد أسبوع واحد وجدته يفتعل المشكلات, ولم أتحمل هذا الوضع أكثر من ثلاثة أشهر حيث فسخنا الخطبة, وساءت نفسيتي كثيرا, وتغلبت بعد عناء علي أحزاني بمساعدة الأهل والصديقات.. وعاد صديقي الطالب الي حياتي من جديد, وصارحني بحبه ورغبته في الارتباط بي, ثم فوجئت بوالدته تحدثني في ذلك وتقول إنها ليس لديها اعتراض علي ارتباطنا.. ولكن علي انتظاره أربع سنوات حتي يتخرج ويعمل.. فهل يمكن لهذا الحب أن يحيا ويري النور ؟! .. وأقول لكاتبة هذه الرسالة: ماهذا التخبط الذي يسيطر عليك حتي إنك أصبحت أسيرة لأوهام وخيالات مريضة, وتتخذين خطوات من تلقاء نفسك إمتثالا لرغبة داخلك لا يقابلها مايعضدها من عوامل النجاح والاستقرار, فلقد تصورت خطأ أن علاقتك بتلميذ في المرحلة الثانوية يمكن أن يكتب لها النجاح, وهذا خطأ كبير بالاضافة الي أنه غير جاد في طلبه.. ولو كانت أمه جادة حقا في طلبها يدك لتقدمت رسميا مع أبيه إلي أهلك. فالكلام في الشارع أو عبر التليفون لا قيمة له.. كما أن أناسا يسلكون هذا المسلك لا يؤمن لهم جانب, ولا تستقيم معهم حياة. وهذه العلاقة حتي لو انتهت بالزواج, فإنه سيكون زواجا فاشلا ان آجلا أو عاجلا.. ولا يمكن آن نسمي علاقتكما حبا, فهي مجرد إعجاب سرعان ماتزول آثاره بعد أيام من الزواج, ويبقي الأهم بالنسبة لك, وهو أن تختاري من يناسبك, وسوف تجدين فتي أحلامك بهدوئك والتزامك وأخلاقك, فليس بالخلاعة والمظاهر الكاذبة تجد البنت العريس الذي تتمناه, وإنما تظل الأخلاق والتربية السليمة والعلاقات الطيبة مع الآخرين هي الأسس الراسخة للزواج الناجح.. وليس معني فسخ خطبتك أنك بلغت نهاية المطاف, فالحياة تجارب ومادمت لم تخسري شيئا من هذه الخطبة فلماذا لا تضعينها في حجمها الصحيح؟ إن الفرصة المناسبة لم تأت بعد.. وعليك فقط الانتظار وحسن الاختيار.