كما تعودت معكم قرائي الأعزاء أن نناقش كل صغيرة وكبيرة معا من خلال هذا المنبر الذي تتيحه لنا وتفسح لنا المجال فيه للنقاش جريدتنا العريقة الأهرام.. وفي مقال اليوم سأناقش معكم أمرا في غاية الأهمية، من وجهة نظري، ومن وجهة نظر كل من يبحث عن مستقبل هذا الوطن! منذ عدة شهور، طرحت الحكومة على المواطنين فكرة تطبيق زيادة على تذكرة مترو الأنفاق.. وهاج من هاج وغضب من غضب، المهم أنهم هددوا برفض أي زيادة على تذكرة المترو. منذ عدة أيام استقللت المترو في يوم شديد الحرارة، وأعتد دائما على ترك سيارتي، عند الضرورة وفي المشاوير الطويلة، نظرا لارتفاع الحرارة وارتفاع أسعار البنزين.. فركبت المترو الجديد من محطة الأهرام في منطقة الكوربة، بمصر الجديدة، ونظرا لطول المشوار اضطررت أن أغيّر خط السير، لأذهب مشواري، ولكن طبعا شتّان بين الخط الجديد والخط القديم.. ففي المترو الجديد يمكنك الاستمتاع بخاصية التكييف والهدوء النسبي مقارنة بالخط الأخر.. ليس هذا فحسب، بل في الخط الأخر، يكفيك الازدحام تنغيصا والحرارة التي نشعر معها بالاستواء، ناهيك عن "الدوشة" الناجمة عن الزحمة، وهو أمرٌ طبيعي في مثل هذا الحال. أقسم بالله أن الخط الجديد، يُذكّرني بتجربتي مع مترو الولاياتالمتحدةالأمريكية، فهو يضاهيه ولا يقل جودة ولا خدمة عنه.. لكن مع الفارق، سعر تذكرة المترو في الولاياتالمتحدة وقت زيارتي لها، كان دولارين وفي المسافات الطويلة 4 دولارات.. وهذا المرفق في غاية الحيوية والأهمية عند الشعب الأمريكي، فالأكثرية تستخدم مترو الأنفاق، نظرا لارتفاع تعريفة التاكسي، وصعوبة التنقل في المدن بالسيارات الخاصة، خاصة في واشنطن العاصمة، فالكل يفضل، بل يركب المترو لهذه الأسباب. ومن هذا المنطلق، أشعر برغبة في أن أتوّجه باللوم والعتاب في نفس الوقت، من العشم لبعض المواطنين الرافضين الزيادة.. فلماذا نرفض الزيادة في حين تذكرة المواصلات الأخرى، سواء الأتوبيس أو الميني باص وصلت التذكرة إلى 2 و3 جنيهات، أما (تذكرة) التكتوك، فهي 5 جنيهات، ناهيك عن عدم الأمان مع هذه المواصلة!! الحكومة عندما طرحت فكرة الزيادة، فكانت تتحدث عن 2 جنيه لسعر التذكرة.. فهل هذا مبلغ كبير مقابل الخدمة الحيوية والسريعة التي يقدمها مترو الأنفاق؟ من قلبي: يا جماعة، مترو الأنفاق مرفق حيوي في الدولة ويستحق هذه الزيادة، بالنظر للخدمات التي يقدمها لنا.. ألم يفكر الرافضون لزيادة التذكرة، كم سينفقون من المبالغ إذا ما تعطل المترو، اضطرارا للذهاب إلى أعمالهم أو مشاويرهم الهامة! من كل قلبي: نتمنى أن نرى تجربة الخط الجديد من المترو في "متروهات ومحطات مصر".. لكن علينا أن نكن رحماء بهذا المرفق الذي يستحق أن ندفع فيه هذه الزيادة، التي لا تذكر مقارنة بأسعار كل شيء في الدولة.. مترو الأنفاق هو متنفس كل المصريين، والمواصلة الأسرع في مصر للوصول إلى غايتنا.. فرفقا بمصرنا العظيمة! [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن