فى سوريا تمكن الجيش العربى من دخول محافظة الرقة معقل الدواعش للمرة الأولى منذ اغتصابهم لها , وفى العراق بدأت عملية حصار التنظيم الإرهابى فى الموصل وتقلص نفوذه لأول مرة منذ نشأته. أما فى ليبيا فإنه يعلن عن استعداد مقاتليه لمواجهة العمليات العسكرية التى ستشنها القوات الليبية على بؤرته فى مدينة سرت . وفى اليمن يعد وجود الدواعش محدودا مقارنة بتنظيم القاعدة إلا أنهما معا يمثلان حجة لاستمرار الاقتتال الداخلى والتدخل الخارجى , بينما أخفق تنظيم بيت المقدس الذى بايع داعش فى الترويج لنفسه إعلاميا أو عملياتيا تحت وطأة الضربات القوية التى يتلقاها فى سيناء. على مدى السنوات منذ الخروج الأمريكى الرسمى المذل من العراق فى أغسطس2010 ثم إعلان الرئيس أوباما سحب كل القوات من العراق مع نهاية عام 2011 - وهو عام الثورات العربية وظهور الجماعات الإرهابية المسلحة بأسماء متعددة - لم تهدأ النيران فى الشرق العربى ولو ليوم واحد . بمعنى أن أمريكا غادرت وخلفت وراءها من يكمل الهدف الذى من أجله افتتحت مشروعها الدموى للمنطقة باحتلال العراق لتعود مرة أخرى فى ظل ترحيب وتعاون من تيارات الإسلام السياسى ونشطاء التمويلات الأجنبية الذين كانت قد أعدتهم على مدى سنوات لمثل هذا الظرف . ولكن عوامل أخرى لم تكن محسوبة فرضت واقعا جديدا تسبب فى تأجيل المخطط أو تعديله , كان أبرزها التحام الجيش بشعبه فى مصر وصمود سوريا النظام والجيش ووعى المجتمع المدنى التونسى وتغير مفردات المعادلة فى اليمن وانهيارها فى ليبيا ودخول روسيا على الخط . ورغم ذلك يجب الاعتراف بأن داعش أدت دورها الذى أنشئت من أجله. [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب