أكد الشيخ حسين كازوفيتش مفتى البوسنة، أن شهر رمضان المبارك يعد فرصة سنوية للمسارعة فى أعمال الخيرات لدى مسلمى البوسنة، حيث يتسابقون الى التقرب الى الله تعالى بمختلف الطاعات، على أساس أن الأعمال الصالحة يضاعف أجرها فى هذا الشهر الكريم، وأنه تتم إفطارات جماعية «موائد رحمن»، خلال شهر رمضان مثل ما يحدث فى مصر.وقال فى حوار ل «الأهرام» على هامش زيارته الأخيرة إلى مصر، إن معظم العالم الإسلامى يفتقد التصوف الحقيقى الذى يزكى النفس والأخلاق، ليس فى البوسنة وحدها، وأن التكوين الدينى الجيد للنشء تشترك فيه التربية الصحيحة فى الأسرة والتعليم فى المدرسة وإمام وخطيب المسجد، والى نص الحوار: حدثنا عن مظاهر شهر رمضان فى البوسنة ؟ بلا شك أن شهر رمضان المبارك له طعم وطابع خاص فى كل مجتمع، وهناك بعض الخصوصيات فى كل دولة إسلامية، والمسلمون فى البوسنة والهرسك فى الشهر الكريم يزيدون فيه من العبادات الى جانب الصيام، وصلاة التراويح ويخصون كثيرا من أعمال الخير بالفعل فى رمضان، على أساس ان الأجر مضاعف، حيث يخرجون كثيرا من الصدقات والزكاة أملا فى زيادة الحسنات والأجر من الله تعالى، ويعتبر شهر رمضان عندنا هو شهر القرآن، ففى كل مساجد البوسنة والهرسك يختم القرآن الكريم مرة واحدة على الأقل جهرا أمام المصلين، وهناك عدد كبير من المساجد التى يقرأ فيها القرآن من قبل حفاظ القرآن الذين يحفظون القرآن عن ظهر قلب، وفى هذا العام سيكون عندنا فرصة لاستضافة حفاظ قرآن من خارج البوسنة من بعض الدول الإسلامية . هل توجد عندكم ظاهرة موائد الرحمن فى رمضان مثل مصر ؟ نعم توجد عندنا موائد الرحمن لإفطار الصائمين. هل يوجد برنامج للعبادة خاص بكم فى رمضان ؟ بصفتى رئيس العلماء أقوم بجولة فى رمضان على المدن وأزورها لإقامة الدروس والمواعظ فى المساجد بشكل خاص، وهذا هو دورنا الذى نقوم به إلى جانب الإشراف على تنظيم الافطارات الجماعية، وهذا يعطى جوا خاصا لشهر رمضان، ونحن نكثر من تلاوة القرآن فى شهر رمضان خاصة، وأيضا نحن نقرأه فى غير الشهر الكريم. هل توجد مضايقات فى البوسنة من ناحية العبادة ؟ لا توجد مضايقات من أحد، فالمسلمون فى البوسنة يؤدون عباداتهم وشعائرهم الدينية فى حرية كاملة، ولكن لدينا مشكلات من نوع آخر، تتمثل فى مشكلات اقتصادية أو سياسية، فنحن نعانى عدم تفهم بعض الجهات رغم أننا الأغلبية فى البوسنة، مثلا بعض الجهات فى البوسنة تطرح قضية الحجاب، خاصة من قبل غير المسلمين حيث يعتبرونه رمزا دينيا، وبسبب هذا النوع من المشكلات، نشعر بأنه نوع من محاولات الضغط علينا للحد من حرياتنا، ولكن المسلمين فى البوسنة قادرون على مواجهة هذه التحديات والنجاة منها بخير. مادة التربية الدينية مادة التربية الدينية فى مراحل التعليم العام بالبوسنة كيف تقيمونها؟وهل جرعتها كافية؟ المسلمون فى البوسنة والهرسك لديهم مدارسهم الإسلامية وكلياتهم الإسلامية، وفى كل مسجد عندنا هناك إمام الذى تخرج فى احدى الكليات الإسلامية لدينا، وفى المدارس الحكومية العامة توجد فيها مادة التربية الدينية، ونحن نعتقد ان التعليم الدينى فى المدارس العامة أمر جيد، ولكننا نولى اهتماما خاصا بالتربية الدينية فى الأسرة، لأننا نرى ان الأسرة أساس كل شىء، والتعليم فى المدرسة هو فقط تعليم اضافى يستكمل التربية التى يحصل عليها التلميذ فى الأسرة، لذلك من المهم جدا أن يكون فى الحى إمام جيد وخطيب جيد فى المسجد ومعلم دين جيد، فعندما تجتمع كل هذه العناصر نأمل الخير لأبنائنا وأجيالنا القادمة. تجربة التصوف حدثنا عن تجربة التصوف الإسلامى فى بلادكم ؟ هذا سؤال جيد .. أعتقد أن السلطات الشيوعية ابان الحكم الشيوعى فى يوغوسلافيا قد فكك هذه الحياة الدينية الروحية فى مجتمعاتنا، وأعتقد ان التصوف الحقيقى الذى يعمل على تربية النفس والأخلاق والسمو بها والآداب، لا نفتقده نحن وحدنا فى البوسنة، ولكن فى معظم أرجاء العالم الإسلامي، ويجب علينا جميعا ان نعمل على تحسين حال التزكية النفسية والروحية. ولكن هل توجد فى بلادكم بعض مدارس الطرق الصوفية ؟ هناك بعض الطرق الصوفية فى البوسنة مثل النقشبندية وغيرها، وهذا موجود عندنا وهو شىء طيب بالنسبة لنا ونحبه ونؤيده، ولكن أظن انه يجب علينا ان نعمل وان نتطور، حيث ان الطرق الصوفية تسعى لكى تعود إلى أصول المشارب الصوفية الصحيحة التى يؤخذ عنها . ومن أكثر العلماء المصريين الذين تأثرت بهم ؟ يوجد هناك أكثر من واحد، على سبيل المثال لا الحصر، الإمام محمد عبده، فهو مجدد بحق، حيث تأثرنا بعلمه كثيرا، وهناك الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الراحل وهو عالم مجدد أيضا، وكذلك الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الراحل فله مكانة خاصة عندنا فهو مجدد روحى، ولا ننسى إمام الدعاة فضيلة الشيخ الراحل محمد متولى الشعراوي، فكلهم علماء أجلاء تأثرنا بهم وتعلمنا منهم. وبم تدعون لمصر؟ أدعو لها بالنصر وتحقيق التقدم، لأن جميع المسلمين أنظارهم متعلقة بها، وينتظرون منها المزيد من الدعم لهم خاصة من أزهرها الشريف رمز الوسطية والاعتدال فى العالم كله.