بداية السينما النيجيرية كانت بعد احتجاجات اشتهرت بحملة «لامركزية الاستعمار البريطاني» سنة1949 ، ووقتها تم إنشاء «وحدة السينما النيجيرية» لإنتاج الأفلام, كمحاولة من الاستعمار لاستيعاب المبدعين والشباب الغاضبين . وبعد إعلان الاستقلال عام 1960، بدأت مرحلة جديدة فى الحياة الفنية النيجيرية، خاصة السينمائية التى عملت من أجل تحسين الصورة النمطية عن الثقافة النيجيرية. وولدت «نوليود» فى شوارع لاجوس عام 1988 بهدف صناعة سينما أفريقية أولا, بعد سلسلة من الصراعات السياسية داخل التليفزيون الوطني، وتسرب معظم المبدعين فى منتصف1990، مما أدى إلى تدهور المحتوى التليفزيونى الوطني. هؤلاء المبدعون اتجهوا إلى صناعة أفلام مستقلة, بميزانيات محدودة، على شرائط فيديو VHS، بالتعاون مع تجار شوارع لاجوس على نطاق صغير من المنازل, ثم جاء انتشار محطات البث، وأصبحت لكل ولاية محطة بث خاصة بها, و تطور الأمر إلى تجارة مربحة مع عملية إنتاجية مبسطة، لا تستغرق وقتا كثيرا لصنع أفلام عبر شريط سينمائى يتم عرضه فى دور السينما فى أنحاء نيجيريا, ثم المحطات التليفزيونية بشكل تلقائي, حيث يوجد حاليا ما لا يقل عن 139 محطة تليفزيون، و 56 دار سينما فى نيجيريا. ثم جاءت فكرة توحيد شركات الإنتاج السينمائى الصغيرة فى شوارع لاجوس، وجلبها إلى داخل «مدينة صناعة السينما» فى «نوليود» نيجيريا فى حى «سيرلير», وبنظام يشبه استديوهات هوليود الكبرى فى الولاياتالمتحدة, وسعى المبدعون لإبراز صورة أكثر واقعية لمواجهة تلك الصورة الاستعمارية الفنية السائدة، رغم ارتفاع تكلفة الإنتاج السينمائى و ضعف العائد. وسرعان ما انطلقت صناعة السينما فى «نوليوود نيجيريا», وكانت البداية فيلم الرعب «العيش فى عبودية» للمخرج «كريس أوبى رابو» سنة 1992، عن قصة رجل ينضم إلى جماعة عبادات سرية، ويقتل زوجته فى واحدة من الطقوس الخاصة بالجماعة، ثم يكسب ثروة هائلة كمكافأة إلى أن يطارده شبح زوجته المقتولة وحقق الفيلم قفزة فى الإيرادات والإقبال الجماهيري. وحدثت طفرة فى صناعة أفلام الفيديو بجودة عالية، ما شكل حبل النجاة لمنتجى الأفلام المستقلة والشركات الصغيرة، وعرضوا الأفلام على الجمهور عن طريق أشرطة الفيديو المنزلية، دون عرضها فى دور السينما، لتتسع مدارات النجاح المالي, ثم تعرض الأفلام على محطات التلي فزيون، بجانب مبيعات الفيديو, فازدهرت مكاسب شركات الإنتاج والاستديوهات و أيضا شركات التوزيع. ولهذا بدأ التفكير باستبدال أشرطة الفيديو تدريجيا ب «الدى فى دي «DVD» فى حملة كبرى تحت شعار «صناعة قابلة لازدهار», وزادت أجور جميع العاملين فى السينما، من الممثلين والمخرجين، إلى كافة المشاركين، وازدهرت صناعة الملابس، والديكورات، والمؤثرات الفنية، واجتذبت صناعة السينما اهتمام وسائل الإعلام الأجنبية, واتسعت أسواق الفيلم فى جميع أنحاء أفريقيا، وبقية العالم, خاصة مع استخدام اللغة الإنجليزية بدلا من اللغات المحلية. واهتمت «استوديوهات نوليود» بوسائل الإعلام الرقمية، ونشرت عبرها عدد كبير من الأفلام. وانطلقت السينما النيجيرية إلى العالمية، بالفيلم الكوميدى «أوسوفيا» سيناريو وإخراج «كينجسلى أوجرو»، و بطولة «نيكيم أواه»، و تدور أحداثه حول الشاب القروى «أوسوفيا» الذى يسافر من نيجيريا إلي لندن ليأخذ نصيبه من الميراث الذى تركه له أحد أقاربه بعد وفاته. وتمدد سوق الفيلم فى نيجيريا بعد انتاج «نوليود» السينما الغنائية, والأفلام الروائية الطويلة، والقصيرة، والمسلسلات المصورة سينمائيا، للعرض على شاشات التليفزيون, مع خطة توزيع دقيق تضمن تحقيق الربح المادى لمنتجها, وشجعت «نوليود» شركات التوزيع الصغيرة فى نيجيريا والدول المجاورة, كالسينغال أكبر منافس لنيجيريا فى التوزيع. ولعب الغناء دور البطولة فى صناعة السينما النيجيرية فى نوليود, حيث ارتفع جمهورها و شعبيتها, لتصبح نيجيريا ثالث أكبر صناعة سينما فى العالم بأرباح تقدر ب 250 مليون دولار أمريكي فى السنة, وكان الناتج المحلى الإجمالى فى نيجيريا 5.1 مليار دولار فى أبريل عام 2014، و ثانى أكبر إنتاج سينما فى العالم بعد «بوليوود الهندية» وفق منظمة اليونسكو. ووضعت «نوليود» خطة طموحا لتوزيع إنتاجها عبر الإنترنت لتفادى تكاليف تسويق وتوزيع «الدى فى دي» إضافة لتكاليف توزيع وتسويق الانتاج السينمائي، فأحدثت ثورة فى مجال توزيع الفيلم القصير ، و الأفلام الطويلة أيضا, وتقوم شركة «آبل» الآن بتوزيع أفلام «نوليود» بحوالى 30% من العائدات، مع نسبة 10- 15 % إضافية للشخص الذى يهيئ الفيلم ليصدر علي « آى تيونز». وأصبح إنتاج جميع الأفلام يتم باستخدام تقنية التصوير السينمائى الرقمية فى نوليوود. لكن يبقى السؤال، فى ظل هذا الظروف الإنتاجية الواعدة فى نيجيريا, كيف ستنتقل نوليود من مرحلة «الكم» إلى «الكيف»، أى كيف ستعالج طقوس السحر والشعوذة و القبلية و الطائفية العقائدية فى أفلامها؟.