نحو 563 ألف طالب بالثانوية العامة يبدأون ماراثون الامتحانات غدا ، منهم ثلاثة آلاف بالنظام القديم اليوم ، يقابلهم نحو 75 ألف مراقب وملاحظ ، موزعين على 1574 لجنة ، الوزارة أكدت حرصها على راحة الطالب وتحقيق العدالة بين الجميع ، وأكد خبراء الامتحانات ضرورة تفاؤل الطالب وحرصه على التفوق واتباع أساليب علمية لحل الأسئلة ، واتخاذ الطرق السليمة للاستعداد ودخول الامتحان. بداية يعرض الدكتور محمد صالح الإمام مستشار علم النفس والتربية سابقا ، أساسيات الاستعداد للامتحان ، بأنه يجب وضع جدول زمنى لمراجعة المادة على المستوى المتاح قبل الامتحان ، وتحديد الاختبارات الممكن حلها ، والأهم هو ضرورة مقاومة الانتباه لاستخدام أجهزة المحمول ومواقع التواصل التى تبدد جهد وفكر الطالب طوال أيام الامتحانات ، وإبعاد كل الأجهزة عن عينيك تماما ، وفى أثناء المذاكرة يجب تحقيق الصمت التام من جانب الأسرة ، وربما يفضل الطالب الموسيقى الهادئة مع مذاكرة بعض المواد ، مع تجنب كل أنواع القلق ، وإذا كان الطالب يحب المذاكرة صباحا ، فعليه أن يبكر حتى يجد راحة مع الغداء ، ولو كان يفضل المذاكرة ليلا فيجب أن يرتاح تماما فى النهار ليعاود نشاطه فى المساء . وأشار إلى أنه على الطالب أن ينام جيدا فى ليلة الامتحان ، وينام نوما عميقا حتى تكون الذاكرة على درجة عالية من الأداء ، أما فى الأيام التى تتخلل الامتحانات فيمكن للطالب أن يقسم وقته للمذاكرة على مرحلتين الأولى تبدأ منذ صلاة الفجر حتى الظهيرة ، ثم يستريح ويتناول غداءه ويبدأ مذاكرته ثانية حتى العاشرة مساء ، وأن يراجع كل النظريات والقوانين والنتائج ، خاصة فى المواد العلمية ، وبالنسبة للطلاب المتميزين بالإجابات غير التقليدية ، فعليهم توضيح ذلك للمصحح حتى لا يحتسب الإجابة خاطئة ، فى نفس الوقت نناشد المصححين عدم الارتباط بنص نموذج الإجابة. الأغذية المناسبة وينصح مستشار علم النفس بضرورة حرص الطالب على تناول الأغذية الغنية بفيتامين (د) لأنها مهمة جدا للدماغ ، وأن يحافظ على صحته من الإرهاق ، وسوء التغذية بأن يركز على تناول الأسماك والزبادى والعنب والحبوب والمكسرات ، خاصة أن الامتحان فى شهر رمضان . ويضيف خبير الامتحانات الدكتور الفرحاتى السيد محمود الباحث بالمركز القومى للامتحانات أنه من الضرورى المراجعة قبيل الامتحان لاسترجاع ما تمت مذاكرته وتأكيد ما ذاكره الطالب من قبل ، من حيث الاستذكار والدراسة وحل نماذج الامتحانات ، وأن يدير الطالب مع نفسه حوارا بأنه يستطيع أن يتميز فى الامتحان ويتفوق ، ويحصل على الدرجة النهائية ، وأنه ذاكر وتعب طوال العام ، وأن الله معه ، وأنه لا يقل أبدا عن المتفوقين ممن دخلوا أفضل الكليات ، فمثل هذا الشعور سوف يساعد العقل على الهدوء ، وتذكر الإجابات للأسئلة الصعبة ، وعلى الطالب أن يبتعد تماما عن الانفعالات السلبية مثل القلق والحزن والغضب فهى تعطل المخ عن الإبداع ، وفى يوم الامتحان يجب أن يشعر بالسعادة لأنه ينتظر هذا اليوم ليثبت قدراته وتفوقه. وقال: إن على الطالب أن يقرأ ورقة الأسئلة فى البداية قراءة شاملة لتشغيل العقل الباطن على مدى اللجنة فيستحضر ما قد يعتقد الطالب أنه نسيه ، والأهم فى ذلك أن يبدأ بحل الأسئلة السهلة بالنسبة له ، والمضمونة فى الدرجات النهائية لأنها تعطيه الثقة الشديدة والهدوء ، وهى فى نفس الوقت تساعد العقل على تذكر إجابات الأسئلة الصعبة واستحضار إجاباتها ، فى نفس الوقت، فإذا كانت هناك جزئيات يخشى نسيانها فعليه أن يكتبها بالقلم الرصاص فى عناصر على هامش ورقة الإجابة تذكره بها عند بدء إجابتها ، وهذا يصلح مع الطلاب سريعى الإجابة الذين يخشون النسيان ، ثم مع عوامل الهدوء والثقة وحل الأسئلة السهلة، ليجد الطالب سهولة أيضا فى تذكر الصعبة. الأسئلة الصعبة وينصح خبير الامتحانات بعدم التوقف كثيرا على الأسئلة الصعبة أمام الطالب حتى يصفو عقله لتمييز معنى السؤال، فيجد أكثر من وسيلة للإجابة بعد الفراغ من السهلة ، ثم يستعين بخبراته مع مسائل أخرى شبيهة للصعب مرت عليه من قبل لتقريب مفهوم الإجابة ، وأن يستعين بالعقل والموازنة فى استنتاج الإجابة وليس العاطفة خاصة فى أسئلة الاختيارات ، فإذا وجد إجابتين متقاربتين يستخدم الأقرب إلى المعالجة العلمية، وهنا نجد أن استعمال العقل وخبرة التعامل التعليمى أساس التعامل مع السؤال الصعب ، فالخبراء يؤكدون أن أول فكرة إجابة تخطر على البال تكون الأقرب للإجابة الصحيحة، لذلك فإن على الطالب أن يرجح الإجابة بها، مع تقسيم السؤال إلى جزئيات يمكن الحصول على درجاتها منفردة سواء كانت إجابة مقالية أو مسألة حسابية. وأنه بالنسبة للأسئلة الفنية التى ترصد لقياس قدرات الطالب ولها 15% -20% من الدرجات ، فإن حل الأسئلة والنماذج والخبرات التى قابلها الطالب فى المذاكرة ستساعده جميعا فى حل أصعب الأسئلة منها الأسئلة المباشرة وغير المباشرة، مما يمكن الطالب من التفوق من خلال مهارات حل الأسئلة والمشكلات. الابتعاد عن القلق أما الدكتور محمد حسن غانم أستاذ ورئيس قسم علم النفس بجامعة حلوان ، فينصح بضرورة أن يبتعد الطالب عن القلق ، لأنه لو زاد على حده سيؤدى للنسيان والأمراض التى تعيق التعامل مع الامتحان ، وأن يكون له دافع حقيقى للمذاكرة نابع من داخله باقتناع بضرورة التفوق ، وليس لإرضاء الأهل ، وأن ينظم وقته وينام مبكرا ، ليستيقظ نشيطا بعيدا عن المؤثرات والمثيرات المعطلة لتفكيره ، ويضع جدولا لمواعيد المذاكرة ، وأن يغير مكان الاستذكار كل فترة ، ويريح ذهنه كل مرة بالنظر فى شئ مغاير من أجل التسلية ، ليعاود المذاكرة بنشاط . المذاكرة الصامتة وقال إن الطريقة الأفضل هى «المذاكرة الصامتة» ، لأن استخدام الصوت يشغل الطالب بعد ذلك بسماع رنين صوته ، فلا يركز فى فهم الدرس ، ولكن أفضل طريقة هى استخدام الورقة والقلم بكتابة عناصر أو محتوى الدرس ، والتأكد من مطابقتها له ثم إعادة مراجعته وحل أسئلته ، فهو يستخدم ثلاث حواس ،بدلا من حاسة واحدة . المهدئات والمنبهات وقال : وقبل كل ذلك يجب عدم تعاطى الطالب أى مهدئات أو منبهات لأنها قد تسبب مشكلة صحية أو خللا فى أجهزة الجسم فتؤثر فى عملية التذكر أو الإجابة أو يحتاج للذهاب لدورة المياه كثيرا مما يضيع وقته. وأضاف أنه يجب على الآباء تجنب مقارنة الابن بزميل آخر لأن كل إنسان له إمكانات خاصة ، ولأن هناك فروقا شخصية خاصة فى المذاكرة ، فهناك من يفهم فى ساعتين وآخر يحتاج 15 ساعة لذلك ، وعلى الأسرة أن تتجنب حدوث توتر لأبنائها ، وضرورة توفير الهدوء والاسترخاء فى المنزل وفى أثناء التعامل معهم ، وتشجيعهم ورفع معنوياتهم لدرجة عالية، لأن العام الدراسى الطويل استهلك قدرا كبيرا من صحة الطالب ومعنوياته وقدراته النفسية. الإفطار جائز من جانبها أجازت دار الإفتاء المصرية الإفطار للطلاب فى شهر رمضان ممن يتضررون بالصوم فيه ، خوفا من الرسوب أو ضعف المستوى الدراسى، ولم يكن لهم بدٌّ من الاستمرار فى الدراسة أو المذاكرة أو أداء الامتحان فى رمضان؛ بحيث لو استمروا صائمين مع ذلك لضعفوا عن مذاكرتهم وأداء امتحاناتهم، وفى هذه الحالة يجوز لهم الإفطار فى الأيام التى يحتاجون فيها للمذاكرة أو أداء الامتحانات احتياجًا لابد منه، وعليهم قضاء ما أفطروه بعد رمضان عند زوال العذر.وشددت دار الإفتاء على أن هذه الفتوى هى «فتوى ضرورة»، والضرورة تقدر بقدرها. نصائح للطلاب وينصح الدكتور رضا حجازى رئيس عام امتحانات الثانوية العامة الطلاب بالإجابة على الأسئلة المطلوبة فقط ، حتى لا يضيع الوقت دون مراجعة الإجابات قبل تسليم الورقة فالامتحان يهدف لقياس مستوى الفهم والمستوى العقلى ، وهناك التزام بمواصفات الورقة الامتحانية من قبل واضعى الأسئلة، والمركز القومى للامتحانات، وكل الامتحانات تقريبا تحتوى أسئلة اختيارية ، وآراء الطلاب لا تكون موحدة حول مستوى الأسئلة ، بل ستكون مختلفة ومتفاوتة حسب تحصيل كل طالب ، فنحن نختبر قدرة الطلاب على التعبير ومعالجة مشكلة السؤال. لجان التصحيح وأضاف أن هناك لجانا جاهزة لتسلم أوراق الإجابة التى تنتقل بعد التجميع من المدارس فى حراسة أمنية لتوزع فى اليوم الثانى على لجان التصحيح ، فالمجموعة الواحدة تصحح 16 ورقة فقط فى اليوم ، ولمدة 4 ساعات مع مراعاة شهر الصيام الذى يبدأ فى اليوم التالى للامتحان إضافة لظروف الحرارة الشديدة على مدى الشهر ، ليضمن الطالب حقه كاملا فى الدرجات من خلال التصحيح الدقيق والمراجعة حتى مع الورقة الراسبة ،ونتأكد من حقها العادل .مع تأكيد عدم اعتماد المصحح تماما على نموذج الإجابة الخاصة بالمادة ، خاصة مع إبداعات الطالب الفاهم والذى يضع إجابة صحيحة لكن مختلفة مع نموذج التصحيح ، فيكون نموذج الإجابة به كل البدائل ، وكذلك الحرص على توزيع الدرجة لكل جزئية فى الإجابة ، وفى نفس الوقت من حق أى طالب أن يتظلم إذا أحس فى النتيجة أنه لم يحصل على حقه ، لأن مصلحته توضع فى المقام الأول ، كما أن الوزارة طلبت إعادة تصحيح أوراق العينات مع أى تغيرات فى توزيع الدرجات، لأن بعض الإجابات تكون صحيحة خاصة غير التقليدية . وأن هناك خطة وضعت مع الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية وهى جديدة لتأمين امتحانات الثانوية العامة على مستوى الجمهورية، وتوفير مناخ مناسب للطلاب لأداء الامتحانات، ومواجهة ظاهرة الغش خاصة بالمناطق النائية. ، وتعتمد على تأمين نقل أسئلة الامتحان والإجابات بتأمين السيارات التى تنقل الأوراق من الوزارة لعدة مناطق حتى المدارس، ثم تأمين عودة أوراق الاجابات، من خلال مجموعات مسلحة وتشكيلات أمنية للتأمين.