من الطبيعى أن يشعر طالب الثانوية العامة بمشاعر الخوف والقلق إزاء الامتحانات التى تحدد مصيره ومستقبله، وتتعلق بطموحاته والكلية التى يرغب فى الالتحاق بها ، ولكن عندما يتجاوز الخوف الجرعة الطبيعية المطلوبة يصبح الأمر خطيرا ، ومهددا لثقة الطالب فى نفسه ومستقبله أيضا. وتسعى وزارة التربية والتعليم إلى الخروج بامتحانات الثانوية العامة على خير من خلال حسن إعداد وتهيئة كوادر المراقبين والملاحظين ورؤساء اللجان بآخر التعليمات لمنع حدوث أى حالات غش أو تسريب للامتحانات . وسوف يتوجه الطلاب للدخول فى «سباق» امتحانات الثانوية العامة «الدور الأول» من النظامين القديم والحديث شعب العلوم والرياضيات والأدبى ، وتستمر الامتحانات حتى 28 يونيو الحالى بجميع المحافظات وسط إجراءات أمنية صارمة ، لتأمين لجان ومقار الامتحانات والكنترولات بالتعاون بين القوات المسلحة والداخلية . ويبلغ عدد لجان النظام والمراقبة على مستوى الجمهورية 11 لجنة ولجان الإدارة بكل قطاع 4 لجان ولجان التقدير بكل قطاع 20 مقرا ، وعدد مراكز توزيع الأسئلة بكل قطاع 75 مركزا. امتحانات منضبطة وأشار وزير التربية والتعليم الى أن الوزارة لديها إصرار على أن تكون امتحانات الثانوية العامة منضبطة هذا العام ، وتوفير مناخ هادئ للطلاب أثناء الامتحانات ، وشدد على أنه سيتم تطبيق قرار رئيس الجمهورية بالقانون رقم (101) لسنة 2015 بشأن مكافحة أعمال الإخلال بالامتحانات على كل من يقوم أو يسهم فى الغش أو إفساد العملية الامتحانية حيث تعمل الوزارة بكل طاقتها للحفاظ على هيبة الدولة من خلال تطبيق القانون. وقد تم انتداب عضو قانونى لكل لجنة من خارج الإدارة التعليمية لاتخاذ الإجراءات القانونية حيال أعمال الغش أو الإخلال بمنظومة الامتحانات فى سابقة هى الأولى من نوعها، محذراً الطلاب من الغش. وسيتم التصدى بكل حزم لأى محاولات للغش عبر الشبكات الانترنت هذا العام وخصوصا مواقع التواصل الاجتماعى لذلك تمت الاستعانة بخبراء من وزارة الاتصالات للوجود فى الوزارة طوال امتحانات الثانوية العامة، وتكون مهمتهم تحديد مكان الطالب الذى يحاول تسريب الإجابات عبر الإنترنت أو البلوتوث أو الهاتف المحمول. لا خروج فى نصف الوقت وقررت الوزارة عدم السماح لأى طالب بالخروج من لجنة الامتحان فى نصف الوقت حتى وإن كان قد أنهى إجابة الامتحان كله ، وتقرر منع الاقتراب والتصوير ، وسوف يسمح للطالب بالخروج فى آخر نصف ساعة من الزمن المحدد للامتحان ، بعد سحب ورقة الأسئلة منه ، حفاظًا على سرية الامتحان لآخر لحظة»، ولن يتم السماح لجميع مسئولى لجان امتحانات الثانوية بجميع المحافظات بالمرور على لجان الامتحان من الداخل منعًا لإرباك الطلاب»، ولكن يسمح بالمرور من خارج لجنة امتحان الطلاب ، بشرط ألا يسمح للمسئول الذى يمر بالخروج من المدرسة المنعقد بها الامتحان إلا بعد الانتهاء من زمن الإجابة. وأكدت الوزارة حرصها على ضبط سير امتحانات الثانوية العامة لخروجها بالشكل المطلوب ، وأكدت الوزارة أن القانون سيطبق على الجميع وكل من يخطئ . العصا الإلكترونية وهناك عدة وسائل للتصدى لمحاولات الغش الإلكترونى على رأسها العصا الإلكترونية ، وتمت مراجعة أجهزة العصا الإلكترونية ، والتأكد من أن البطاريات سليمة ، وتلك الأجهزة ستكون موجودة فى اللجان قبل بدء الامتحان بيومين . اختيار من متعدد وقال الدكتور مجدى أمين رئيس المركز القومى للامتحانات ان المركز طرح العديد من الوسائل التى تساعد على مواجهة الغش، منها ما يعتمد على أن يأتى الاختبار للطالب فى صورة كتيب أسئلة سريعة يحتوى على عدد 30 أو40 سؤالا «اختيار من متعدد» ، يتم حلها فى ساعة ونصف ساعة، وكلها أسئلة تعتمد على الفَهم وليس الحفظ ، وأوضح أن الميزة فى هذا النوع من الاختبارات أن ترتيب الأسئلة فى الكتيب الموجود مع كل طالب يختلف عن الموجود مع زميله، وهو الأمر الذى يصعب معه الغش. تسويق الغش وأوضح سامح منتصر نائب رئيس جمعية اتصال السابق أنه ينتشر على مواقع التسويق الإلكترونى ومواقع التواصل الاجتماعى الإعلانات عن أجهزة حديثة ومتقدمة للغاية ظهرت هذا العام عبر الأسواق الإلكترونية وفيس بوك ، مثل التى شرت المخصص للغش والفيزا ومفتاح السيارة ، والتى عادة ما تعتمد على صغر حجمها ويسهل إخفاؤها ويحال دون رؤيتها بأى شكل من قبل مراقب الامتحان. كما تنتشر أسماء الصفحات على فيس بوك تعلن عن تخصصها فى بيع أدوات الغش مثل صفحة «أصغر سماعة بلوتوث للغش فى الامتحانات» بسعر وصل ل2500 جنيه. سماعات الامتحانات كما نشرت صفحة «بيع سماعات الامتحانات وأجدد الكاميرات» كارت على شكل فيزا يمكن تزويده بالمعلومات عن طريق مخرج usb ، كما يمكن تزويده بشريحة موبايل sim، ومتصلة بسماعة بالأذن، ويتم الرد على المكالمات عن طريق لمسها، كما أنها مزودة بميكروفون ويبلغ سعرها وفقا للصفحة 2000 جنيه. أجهزة تشويش وقال منتصر إنه يمكن القضاء على الغش عن طريق الاستعانة بوضع أجهزة تشويش أعلى المدارس فى أيام الامتحانات لتقوم بالتشويش على إرسال واستقبال الهواتف المحمولة لتصبح عديمة الفائدة وتقطع عنها الشبكة نهائيا ويرى الدكتور أحمد طوبال مساعد وزير التربية والتعليم لشئون تكنولوجيا المعلومات السابق، أن تكلفة هذا الأمر عالية جدا ، ووزارة التربية والتعليم وحدها لا تستطيع أن تتحمل تلك التكلفة ، مشددا على ضرورة مساعدتها عن طريق جهات أخرى من الحكومة. مواجهة تقليدية وقال الدكتور كمال مغيث، الخبير التعليمى والتربوى إن وزارة التربية والتعليم لن تنجح فى مواجهة الغش بالامتحانات لأنها تواجهها بأساليب تقليدية ولن تفيد اجراءات التفتيش والمنع والتهديد بقوانين لحبس المخالفين من الطلبة الذين يلجأون للغش ، فالغش ظاهرة موضوعية ويجب مواجهتها بنفس الأسلوب إن القضاء على الغش الإلكترونى بأجهزة حديثة خارج عن إمكانات وسيطرة وزارة التربية والتعليم، لأن عددًا كبيرًا من الطلاب يتفنن فى وسائل الغش كما أن عددًا كبيرًا من أولياء الأمور يشجعون أبناءهم على ذلك حتى يحصلوا على أعلى الدرجات بأى وسيلة. التفكير وليس الحفظ ويقول مغيث : لابد من وجود نظام تعليمى قائم على التفكير وليس الحفظ فلا يوجد اى نظام تعليمى فى العالم مازال يدرس الثورات والتاريخ بهذه الطريقة ، وأضاف أنه يجب النهوض بالتعليم ومواجهة الغش فى الامتحانات وإعادة الاعتبار للكم والكيف للمدرسة والمعلم بشكل حقيقى وتخصيص درجات لسلوكيات الطالب داخل المدرسة والبعد عن الحفظ والتلقين ، والأهم وضع امتحانات متعددة الوزن قائمة على التفكير فلماذا لا تكون الامتحانات على شكل 10 نماذج مختلفة من الأسئلة تقيس قدرات الطلبة والمهارات العليا بحيث كل مجموعة من الطلاب لديهم ورقة أسئلة مختلفة عن الأخرى . الضغط النفسي ونوه إلى أن طلبة الثانوية العامة لهم خصوصية فى التعامل، خاصة أن الظرف الضاغط هو المفهوم الاجتماعى عن تلك المرحلة، لذلك هم أحوج من غيرهم لتلبية احتياجاتهم وإشعارهم بذواتهم وبأن الأسرة بأكملها تدعمهم. ونصح مغيث الآباء باحتواء الأبناء وتحمل تصرفاتهم قدر الإمكان، لأنها تنم عن الضغط النفسى الذى يعانون منه ، وتقبل الطالب كما هو وعدم إشعارهم بالتقصير أو محاولة تعديل سلوكياته أثناء فترة الامتحانات، مع توفير الأجواء الهادئة والمناسبة والدعم من خلال العبارات الإيجابية، ومنحه الثقة، فهذا من شأنه أن يزيد من معدل الذكاء العام.