كانت «صفية» الأم المسنة قابعة في منزل العائلة، منتظرة حصاد ما زرعته طوال السنوات الماضية من حب وحنان ورعاية لأبنائها، فهي التي تعبت وسهرت علي راحتهم، وكانت تخرج اللقمة من فمها لتطعمهم، حتي أصبحوا رجالا يعتمدون علي أنفسهم، إلا أن تعب وعذاب السنوات الطوال لم يشفع لها، وكانت نهايتها غير المتوقعة علي يد أحد أبنائها. البداية عندما ذهب عادل 45 سنة إلي أمه المُسنة متوددا إليها، وراح يشكي لها حاله، وأبلغها بأنه يمر بضائقة مالية ويحتاج منها 5 آلاف جنيه، إلا أنها رفضت إعطاءه المبلغ، وأكدت أنها لا تمتلك هذا المبلغ، فانصرف ليبحث عن صديق يقرضه فلم يجد، وبعدها علم أن والدته قامت بمنح شقيقاته مبلغا من المال بحجة أنهن سيذهبن إلي المصيف، فعاد إليها في منزل العائلة بالخانكة وعاتبها علي عدم منحه المبلغ، علي الرغم من أنها منحت شقيقاته، وحدثت مشادة كلامية بينهما، وقامت الأم بتوبيخه أمام شقيقاته، وقالت أنها حرة تمنح من تريد، فما كان منه إلا أن استشاط غضبا، فكيف لها أن تنهرني أمامهن وتفضلهن عني؟. فوسوس الشيطان له ولعب برأسه، لينطلق بعدها مسرعا نحو المطبخ، واستل سكينا، وأقبل علي طعن أمه التي راحت تتوسل أن يتركها، وصراخ شقيقاته اللاتي حاولن منعه من ارتكاب جريمته البشعة، كل هذا لم يحرك له ساكنا، وصم أذنيه عن توسلاتها وأعمي الشيطان عينيه عن دموعها، ولم يتركها إلا بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة.