أكد المهندس العالمي والناشط السياسي ممدوح حمزة ان الوضع إذا استقرت نتيجته بعد فحص الطعون على ما هى عليه فانها بذلك تضع مصر بين أصعب خيارين: أحدهما فاشى بوليسى، يمثله مرشح عائلة حسنى مبارك، مدعوما من الحزب الوطنى المنحل ورجال أعماله وأجهزة دولته وأمنه؛ بما يملكون من ثروات حرام تمكنت من إيصاله إلى جولة الإعادة. أما الخيار الثانى تمثل في مرشح الإخوان المسلمين ورئيس حزب "الحرية والعدالة" ،بمشروعة الاقصائى القائم على التمييز بين المواطنين على اساس الجنس بين الرجل والمرأة، وعلى اساس الدين بين المسلم والمسيحى، وعلى اساس الثروة بين الاغنياء والفقراء، ومن مصلحة مشروعه الابقاء على الفقر والجهل والمرض من اجل الاستمرار فى الحكم اعتمادا على مجتمع ضعيف، يتصور انه يمكن ان يدين له بالولاء.
ومع ما فى هذه الانتخابات من طعون وعوار قانونى ودستورى وسياسى، وما لحق بها من سلبيات تسبب فيها ما جرى من حرص شديد من قبل السلطات المعنية على إعادة إنتاج الحكم البائد، وإتاحة الفرصة أمامه لينخر فى عظام الوطن ويستمر فى ترويع مواطنيه، وعدم تمهيد الأرض بشكل سليم، وتعطيل إجراءات العزل السياسى، والتهاون فى محاسبة من أفسدوا الحياة السياسية، وتمادوا فى قتل الثوار وملاحقتهم. ويصبح السؤال المطروح ما العمل للخروج من المأزق الراهن.. هل بالتفاوض والحصول على نصيب من المناصب والمسئوليات كما تعود السياسيون الذين ركبوا موجة الثورة وقصموا ظهرها؟
أو بالابتعاد عن المشهد وعدم التورط فى هذه المهزلة؟
واكد ان المواطن أمام خيارات يقف أمامها عاجزا وحائرا، وحصر خياراته فى ثنائية "المر والأمر"، وهو ما تحاول بعض القوى إعادتنا إليه بعد الجولة الأولى من الانتخابات؛ فيستمر المواطن اسير مبادرات وحلول تفاقم الأزمات وتزيدها تعقيدا.
واوضح ان المجلس الوطنى يري ضرورة مقاومة هذا النهج وتوسيع الخيارات فى هذه اللحظة المصيرية التى وضعتنا فيها الاقدار، والعوده إلى خيار الشعب الصحيح؛ خيار الثورة، التى طُعنت من المحسوبين عليها اكثر من اعدائها وهو ما أوصلنا إلى ما نحن فيه.
موكدا ان "المجلس الوطنى" مع "خيار الثورة" أيا كانت تسميته؛ نعيد الرهان عليه، بعد أن أثبت حضوره وتأثيره وجدواه فى الانتخابات الرئاسية التي تمكن فيها الشعب وقواه الثورية؛ بإمكانياته البسيطة وتصميمه.. بلا ثروة ولا هبات خليجية، أو مال حرام من رجال أعمال الحزب الوطنى، الذين نهبوا مصر ويعيثون فيها فسادا، ودون سلطات دولة تحشد موظفيها ومسئوليها ورجالها وراء مرشح عائلة مبارك، ودون حاجه لجهاز أمن دولة سابق أو أمن وطنى لاحق، ولا بلطجة، ولاغيرها من آليات الاستبداد والفساد والتبعية؛ فقدم ملحمة، من المتوقع أن تصير مثلا للأجيال القادمة.
موكدا بان المجلس الوطنى يشد على أيدى هؤلاء ويشكرهم ويقول لهم إن انتخابات الرئاسية هذه أياً كانت نتيجتها ليست نهاية المطاف، فإن أطاحت بمرشح الثورة علينا أن نجعلها بداية لمقاومة سلمية عنيدة حتى تصل ثورة 25 يناير المجيدة إلى بر الأمان.
و يطرح على الثوار وأنصار الثورة ومؤيديها ما يلى:
الابتعاد عن منطق التفاوض للحصول على مواقع ومناصب فالثورة تقتلها المساومة ولا ينقذها التفاوض، وتستمر بالتضحية والوعى، موضحا بانه يجب أن يكون الثوار أهلا لذلك. تجميع قوى الثورة بعد ما ثبت أن لها كتلة لا يستهان بها من الأصوات. كى تلتقى من اجل تحويل هذا الالتفاف إلى طاقة منظمة وقادرة على الفعل والمقاومة، وعلى فرز من معها ومن عليها، وكتلة الثورة بعد الجولة الأولى من الانتخابات هى الاكبر والاوسع بين باقى الكتل، وتمثل "كتلة تاريخية" مؤثرة علينا أن لا نجعلها قابلة للهزيمة أو التراجع. و سرعة العمل على انضاج مشروع ثورى بابعاده السياسية والاجتماعية والاقتصاديه والانسانية ووضع اطار تنظيمى له يجمع قوى الثورة التى تختار قيادتة لها تجتاز بها مرحلة المقاومة السلمية،التى اصبحت خيارا وحيدا امام الثورة.