ان اعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى عن أفكار لاحلال عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين يتواكب مع مرور مائة عام مرت على اتفاقية سايكس بيكو التى دبرتها فرنساوبريطانيا فى السر، ولم يكتشفها العرب إلا بمرور عام كامل من توقيعها وقيام الاتحاد السوفيتي. وبعد مرور قرن من الزمان ياتى الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 17مايو 2016 ليعلن عن العودة إلى طاولة المفاوضات من جديد بعد ان غاب دور العرب فى دعم القضية الفلسطينية بعد ثورات الربيع العربى ففى عام 1916 قامت الحكومة البريطانية بخداع الشريف حسين أمير الحجاز واستدرجته للقيام بثورة كبيرة على الدولة العثمانية باسم العروبة والاستقلال بينما يجتمع مندوبون من إنجلتراوفرنسا وروسيا بمدينة بطرسبرج الروسية لتوقيع معاهدة "سايكس - بيكو" الشهيرة فى 16 مايو 1916م وقد ظلت هذه الاتفاقية سرية حتى اندلاع الثورة الشيوعية بروسيا فأذاعت بنودها كما لم تستطع الدولة العثمانية وقف النهاية المأساوية لدولتها لياتى وعد بلفور ليقتطع منطقة من جنوبسوريا "فلسطين" تحت إدارة دولية بالتشاور بين بريطانياوفرنسا وبموجب وعد بلفور لليهود أعطيت فلسطين لبناء دولة إسرائيل المزعومة. وتأتى خطة (عوديد ينون وهو صحفى إسرائيلي) 1982 لتكشف أهم المحاور الاستراتيجية المستقبلية لإسرائيل عقب الانتهاء من لبنان، يجب أن تتركز فى تقسيم العراق ل3 دول: شيعية – سنية – كردية، ومن بعد لبنانوالعراق، مصر وليبيا والسودان وسوريا والمغرب العربى وإيران وتركيا والصومال وباكستان ورأى سوريا مقسمة ل4 دويلات: سنية فى دمشق، وأخرى فى حلب، ودرزية فى الجنوب، وعلوية على الساحل، وتصور أن المغرب العربى سيُقسَّم بين العرب والبربر، أما الأردن فاعتبرها وطن المستقبل للفلسطينيين بعد سقوط مُلك الهاشميين، و الخليج العربى وصفه ب(قصور على الرمال ) اما مصر فنظام حكم عقيم مفلس بيروقراطى وغير كفء – تكدس سكاني– شح موارد– تخلف علمي– نخب ثرية وأغلبية مطحونة فقيرة محرومة. إن الموقف المشين الذى تلعبه الإدارة الأمريكية وحلف الناتو ودول الاتحاد الأوروبى وأجهزتها المخابراتية وجماعة الإخوان المسلمين وتنظيماتها الإرهابية المتعددة منذ مطلع القرن العشرين وحتى الآن يصب فى صالح مخطط تقسيم الدول العربية إلى دويلات عرقية متناحرة للسيطرة عليها وتنفيذ المخطط الماسونى العالمى لكن الجيش المصرى الذى ساند شعبه احبط هذا المخطط بثورة 30 يونيو. وفى الوقت الذى انهارت فيه كافة الجهود الدولية الداعمة للسلام، وفشل استئناف التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بعد أن ساد الإحباط أجواء المفاوضات فى أبريل عام 2014، ومع تزايد التصعيد الصهيونى ضد الشعب والأراضى الفلسطينية، وعدم احترام الكيان لأى من التزاماته أو الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين وتخلى العرب عن القضية الفلسطينية بعد ثورات الربيع العربى ادى الى تغلغل اسرائيل فى الاراضى العربية حتى اعلنت ان الجولان ارضها ولن تخرج منها إن طرح الرئيس عبد الفتاح السيسى بدعوة الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى للعودة إلى طاولة المفاوضات من جديد و قد لقى ترحيبا من جميع الاوساط فى فلسطين واسرائيل وايضا من داعمى عملية السلام فى امريكا والدول الاوروبية للوصول الى سلام عادل وشامل وحتى لا تسير الأمور إلى حد لا يحمد عقباه وبكل الصور نحن معنيون بإحياء مفاوضات السلام على أسس وبشكل محدد وفترة زمنية محددة ومعلومة دون الدخول إلى مراحل مفاوضات تصل إلى 20 عاما أخري، لذا يجب استغلال مبادرة الرئيس السيسى لأحلال السلام وعلى اسرائيل ان تقوم بتقديم تنازلات لاتمام عملية السلام لتنعم بالامن وعلى الفصائل الفلسطينية ان تتوحد وتتفق على نبذ الخلاف واعلاء مصلحة الشعب الفلسطينى فى اقامة دولة مستقلة كاملة الاركان وعاصمتها القدس الشريف حتى لا يعيد التاريخ نفسه مرة اخرى ونجد انفسنا امام سايكس بيكو جديد يقسم ويفتت الدول العربية جميعا . لمزيد من مقالات لواء/ محمد الغباشي