ذهبت إلى صلاة الجمعة فى الأسبوع الماضى فى المسجد الكبير فى مدينة «أورومتشى» عاصمة إقليم شينجيانج الواقع شمال غربى الصين الذى يتمتع بأغلبية مسلمة تضم قوميات مختلفة، وقد كنت ضمن وفد إعلامى بدعوة من إذاعة الصين الدولية ضم ثلاث دول «إسلامية» هى مصر وتركيا وأفغانستان وقد شعرت بمزيج من الخوف والرهبة والدهشة فى آن واحد وأنا أشاهد آلاف المصلين يتدفقون على المسجد الواقع فى قلب المدينة والمكون من ثلاثة طوابق حتى تجاوز عددهم 5 آلاف مصل وعندما ضاقت بهم أروقة المسجد امتدت الصلاة إلى الشارع الرئيسى أمام المسجد فى مشهد رائع يدعوك بل ويحفزك على التأمل والتساؤل.. ماهذا الدين العظيم الذى وصل إلى قلوب هؤلاء الناس قبل أن يصل إلى عقولهم.. وكيف أصبحوا بهذا الإيمان العميق وهم لا يعرفون العربية ولا يعرفون منها سوى آيات الله العظيمة.. وكيف وصل لهم هذا الدين العظيم.. وفى النهاية لم أملك إلا أن أردد قول الله العظيم «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» سورة «الحجر». مشهد إلهى ينخلع له قلب المؤمن لم أر مثله سوى فى المسجد الحرام فى أثناء أدائى فريضة الحج عام 1998. أدينا الصلاة فى ساحة المسجد الخارجية وعقب الصلاة دخلت الى المسجد وتحدثت مع الإمام والمسئولين عن أحوال المسلمين فى رمضان وغيرها. وقد سجلت عدة ملاحظات : أولاً: لفت نظرى تسامح الصينيين من غير المسلمين وتفهمهم تقاليد الطوائف الأخرى، فقد إمتدت الصلاة إلى الشارع وأعاقت المرور فى جزء كبير من الشارع وبالرغم من ذلك لفت نظرى تسامح الصينيين. ثانياً : ان الإمام ألقى معظم خطبته باللغة العربية، ثم جزء باللغة «الويغورية» المحلية حيث يتم التعامل فى شينجياتج باللغتين الصينية (الماندرين) واللغة الويغورية التى تكتب بحروف عربية وهى خليط من العربية والتركية وغيرها. ثالثاً : أن السلطات الصينية تقدم كل الدعم المالى والفنى لصيانة المسجد وتجديده والحفاظ عليه كما تفعل مع باقى العقائد والقوميات الأخرى الكبيرة التى تتكون منها هذه الدولة العريقة ونجحت فى تحقيق التناغم والانسجام بينها دون مشاكل تذكر ! لمزيد من مقالات منصور أبو العزم