إن يومي 24،23 من مايو لعام 2012، دخلا التاريخ من أوسع أبوابه، ليكونا شاهدين علي أول انتخابات رئاسية، يذهب فيها المصريون لانتخاب رئيسهم بكل حرية، دون أن تكون نتائج الانتخابات معروفة مسبقا، ودون أن تصل نتائج الانتخابات إلي أكثر من 90% لمصلحة مرشح بعينه, كما كان يحدث أيام المخلوع! بالنظرإلي نتائج الانتخابات الرئاسية نجد أنها حملت العديد من المفاجآت بين طياتها: المفاجأة الأولي: حصول أبو الفتوح وموسي علي المركزين الرابع والخامس، اللذين جرت بينهما المناظرة الشهيرة، التي من الواضح أنها كانت السبب الرئيسي في وصولهما إلي هذين المركزين المتأخرين. الثانية: حصول صباحي علي المركز الثالث، الذي مثل الحصان الأسود لهذا الماراثون، والذي من الواضح أنه اكتسب الأصوات التي خسرها أبو الفتوح. الثالثة: حصول شفيق علي المركز الثاني، خاصة أنه محسوب علي النظام السابق، والذي من الواضح أنه اكتسب الأصوات التي خسرها موسي، ليكون الطرف الثاني في جولة الإعادة مع مرسي علي كرسي الرئاسة. الرابعة: حصول مرسي علي المركز الأول، خاصة بعد أعلنت بعض القوي الإسلامية دعمها لأبو الفتوح علي حساب مرسي، وبعد أن تم النظر إلي مرسي علي أنه بديل الإخوان. ..من خلال هذه المفاجآت نستطيع أن نقسم وجهات نظر الناخبين إلي ثلاثة وجهات، التي تم بناء عليها توزيع أصواتهم علي هؤلاء المرشحين الخمسة: أصحاب وجهة النظر الأولي: انحصر اختيارهم بين أبو الفتوح وصباحي، لأنهما محسوبان علي التيار الثوري من ناحية، وتفاديا لوصول الإخوان، أو وصول من هم محسوبين علي النظام السابق، إلي الحكم من ناحية أخري، ومن هنا جاء تفتيت الأصوات بينهما. الثانية: رأوا أن البلد في حالة انفلات أمني، وأنها تحتاج إلي رجل دولة لتستطيع أن تقف علي رجلها، وأنها في حاجة إلي من يملكون الخبرة ولا تحتمل أن تكون حقل تجارب لمن لا يملكونها، وتمثل هذا من وجهة نظرهم في موسي وشفيق، ومن هنا جاء تفتيت الأصوات بينهما. الثالثة: انحصر اختيارهم بين من هم محسوبين علي التيار الإسلامي، لأنهما قادرون علي المحافظة علي مدنية الدولة من ناحية، وتطبيق الشريعة من ناحية أخري، ومن هنا جاء تفتيت الأصوات بين مرسي وأبو الفتوح، خاصة بعد أن انقسمت القوي الإسلامية إلي جزءين، جزء مؤيد لمرسي، وآخر مؤيد لأبو الفتوح. [email protected] المزيد من مقالات أحمد عادل عبدالوهاب