برؤية مثقف وفكر عتويل قانونى وخبرة برلمانى عتيد تناول الفقيه القانونى والدستورى الدكتور شوقى السيد فى مؤلفه الجديد «كلمات لبلادي.. الجزء الثاني» وقائع وملابسات أخطر 5 سنوات مرت على مصر ما بين عامى 2011 و2016 وكيف حوت هذه السنوات من الغرائب ما لم يكن يخطر على بال أحد. ورغم أن السنوات الثلاث الأولى العجاف شهدت أحداثا جساما وتطورات متسارعة استطاع الدكتور شوقى السيد أن يرصدها بعين محايدة لا تنحاز إلى رؤية بعينها وإنما تنحاز إلى رؤية الحقيقة فقط بعيدا عن أى انتقائية للإيجابيات وهى محدودة أو للسلبيات وهى كثيرة للغاية فالمهم عند الرجل أن يقدم رصدا موضوعيا للوقائع والأحداث خصوصا الجوانب القانونية لحزمة المحاكمات التى طالت جناة وأبرياء دون تمييز. والحقيقة أن المؤلف كان بارعا وحصيفا فى توصيف المشهد المصرى تحت عنوان «إثارة الأزمات وإشعال الحرائق» بعد أن أصبح ظاهرا للعيان أن الشارع المصرى بات يضج بفوضى عارمة تتصاعد كل لحظة وتمتد إلى كل مكان لتصيب الحياة والسكينة والأمل فى مقتل... مستطردا من واقع مذكراته وأوراقه الشخصية المدونة بتاريخ 7 نوفمبر 2011 قائلا: إن الفوضى فى الشارع المصرى بلغت حد القوة والتهديد وإثارة الفزع وأنه للأسف فإن الذين فجروا هذه الفوضى وشاركوا فيها من طوائف وفئات مختلفة كان بينهم أيضا من يفترض أنهم يمثلون القدوة والانضباط. ويتساءل الدكتور شوقى السيد.. ما معنى كل ذلك الاضطراب والفوضى وإثارة الفزع والانهيار والشلل الذى أصاب البلاد بعد 25 يناير 2011 إلى حد استشراء المناخ الفوضوى المدمر وبلوغه حد التصادم بين القضاة والمحامين فى أزمة لم يسبق لها مثيل وليترحم الناس على سلوكيات الرعيل الأول من القضاة والمحامين والتى تزخر بها الكتب عن مفاخر وعظمة سدنة العدالة وعن المحامين فى أدبهم ومرافعاتهم وأخلاقهم بين أدب اللغة وعلم القانون. والكتاب يتضمن ملحقا وثائقيا بالقرارات والمراسيم والأحكام التى صدرت خلال السنوات العجاف التى كادت أن تودى بمصر إلى التهلكة لولا ثورة 30 يونيو التى أعادت تصحيح المسار تحت رايات الأمن والاستقرار وبعيدا عن الفزع والهلع والرعب الذى عاشه المصريون وتحملوا أذاه.. وتحيا مصر. خير الكلام: ونأبى الاعتراف بأى ذنب.. ونلقى اللوم فيه على الأجانب ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله