من بين التجارب المصرية المشرقة والتى انتشرت مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعى تجربة "عربة الحواديت" التى بادر بها شباب مصريون مؤمنون بأهمية الكتاب وضرورة وصوله لكل مصرى مجانا 100%. وعمر الفكرة الآن عام من الزمان حققت فيه عربة الحواديت نجاحا لفت إليها الانظار على الرغم من بساطتها الشديدة، حتى أن وزارة الثقافة اتصلت بالقائمين عليها والتقت بهم ودعمتهم وشجعتهم على الاستمرار وتوسيع دائرة نشاطهم. بل وأيضا استعانت بهم فى توزيع مطبوعاتها فى اطار هذه الحملة الايجابية على أهالينا فى جميع أنحاء مصر. وبدأت الحكاية عندما استشعر هيثم عبد ربه، مدرس اللغة الانجليزية مدى البؤس الذى يعيشه أطفالنا فى القرى والنجوع التى لايصل إليها الكتاب مثله مثل العديد من الخدمات الاساسية الأخرى فى حياة أبناء هذه البلاد. فقرر أن يفعل ما بوسعه .. وكان ما بوسعه كثيرا جدا . فجمع هيثم مع فريق عمل عربة الحواديت عشرات الكتب التى تبرع بها الكثيرون ممن سعدوا جدا بالفكرة وآمنوا بضرورة تحقيقها. ثم أخذ يمر بسيارته الصغيرة على القرى والنجوع والمراكز وكلما شاهد طفلا أهداه كتابا. واللافت للنظر أن دور هيثم ليس مجرد وسيط لتوصيل تبرع من أهل الخير إلى من يحتاجونه، بل يعمل على تصنيف الكتب و ترتيبها حسب الأعمار المناسبة لها و يمنح كل طفل ما يناسب سنه منها أثناء رحلته. واليوم باتت عربة الحكايات مألوفة فى العديد من القرى التى لم تعرف نور العلم من قبل كما ينبغى لها وبمجرد ظهورها يلاحقها الأطفال ليحصل كل منهم على حدوتة جديدة. ومع نجاح الفكرة ونموها يوما بعد يوم، تدفق إليها الدعم من فائض الكتب فى العديد من الكتب المصرية حتى أن أحد المصريين المقيمين فى ألمانيا أرسل اليهم منحة خاصة من الكتب تشجيعا للفكرة العظيمة. الجميل فى الأمر أن الفكرة تطورت وأصبح القائمون عليها ينظمون ورشا للحكى و القراءة يجمعون فيها أطفال القرى المصرية فى أى مكان مفتوح فى الشارع أو الغيط أو على قارعة الطريق ويلتف الجميع حول كتاب يقرأون منه حكاية يعيشون أحداثها مع الأبطال ويتحدثون عن أبعاد القصة والدروس المستفادة منها.