يثور جدل قديم حديث حول فضل ليلة النصف من شعبان، وأيضا تحويل القبلة من المسجد الأقصي إلي المسجد الحرام فيها، وتخصيصها بعبادة ودعاء معين، فأردنا أن نستجلي الحقيقة من أهل العلم والتخصص، للوقوف علي الصحيح والمردود منها. في البداية تؤكد دار الإفتاء أن إحياء ليلة النصف من شعبان ثابت عن كثير من السلف، وجمهور الفقهاء، وورد الترغيب النبوي الكريم بإحياء ليلة النصف من شعبان في جملة من الأحاديث المروية عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم؛ ومنها قوله: “إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَي سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلاَ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ, أَلاَ مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ, أَلاَ مُبْتَلًي فَأُعَافِيَهُ, أَلاَ كَذَا أَلاَ كَذَا، حَتَّي يَطْلُعَ الْفَجْرُ” أخرجه ابن ماجه. ويقول الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، عميد كلية أصول الدين بأسيوط، أن تحويل القبلة من المسجد الأقصي الي البيت الحرام، من الأحداث المختلف في توقيت وقوعها، ومنشأ الاختلاف يرجع إلي الفترة التي مكث فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم في المدينة منذ مقدمه إليها في شهر ربيع الأول يصلي نحو المسجد الأقصي، وعلي كل حال الأمر سهل ميسور، فتحويل القبلة الي بيت الله الحرام، ثابت بالكتاب والسنة، وذلك كما روي الإمام البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم، صلي نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يحب أن يتوجه إلي الكعبة، فأنزل الله «قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام»، وقال السفهاء من الناس وهم اليهود،” ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم” ، فصلي مع النبي صلي الله عليه وسلم رجل ثم خرج بعد ما صلي، فمر علي قوم من الأنصار في صلاة العصر وهم يصلون نحو بيت المقدس، فقال هو يشهد أنه صلي مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنه توجه نحو الكعبة فتحرف القوم حتي توجهوا نحو الكعبة. وأشار إلي أن الأهم من الاختلاف في توقيت حدوث تحويل القبلة، أننا يجب أن نأخذ العبرة والعظة من وقوع هذا الحدث وبيان شرف ومكانة ومنزلة هذه الأمة بين أقرانها من الأمم في الخيرية والفضل قال تعالي”كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله..”، موضحا أن تحويل القبلة من بيت المقدس إلي البيت الحرام، جاء استجابة لرغبة رسول الله صلي الله عليه وسلم, خاصة بعد أن أكثر اليهود اللغط بسبب اتجاهه إلي بيت المقدس، فكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقلب وجهه في السماء فانزل الله عليه قوله تعالي” قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره”.