سيادة الرئيس.. اعلم أنك أصبحت مرشحا ورئيسا بدماء الناس وعيونهم, فاعطهم ما تساويه دماؤهم وعيونهم, ولا تبخسهم حقوقهم, وتقبل تكليفهم بتواضع وحكمة مع كل الأمنيات بتوفيق الله. تخير مستشاريك, فلا تشتشر من يحتاجك, ومن لا عمل له إلا أن يكون مستشارك, ومن يراهن عليك ليكسب من ورائك, يكن معك في المكسب وعليك في الخسران. دور الإسلام في الحكم قضية كبري, فتفسير الشريعة الإسلامية المعتمد علي الحرية والعدل هو الداعم للديمقراطية, وإذا أكد تفسير الشريعة علي دور القانون والدفاع عن حقوق الإنسان, فسوف يؤدي ذلك إلي نتيجة تختلف عن السياسة الاستبدادية المهيمنة في بعض دول الشرق. الصحافة في بلادنا كالسياسة كلاهما في أشد الحاجة إلي دماء مختلفة, الثورة المصرية لامست قشور السياسة وفي مواقع معينة اخترقتها وتسربت, أما الصحافة والإعلام عموما, فمازالت الثورة عاجزة عن اختراق قشرة ندرك الآن كم هي سميكة! الأزمة التي تواجهها مصر تتمثل في هذا النفر من الناس الذين لا يجيدون إلا النضال الفضائي المدفوع الأجر.. والذين لايملكون القدرة علي العمل الإيجابي البناء سواء علي الصعيد السياسي أو المهني.. لذلك نراهم دائما يحاولون قطع الطريق علي سير الأمور في مسارها الطبيعي بدعاوي مختلفة. الخلاف في الرأي دليل علي أن الفكر علي قيد الحياة.. فلا حياة لأمة تدفن حرية الفكر.. واليوم الذي لايسمع فيه الحاكم رأيا معارضا يجب أن يتطلع تحت سريره.. فاختفاء المعارض معناه أن أصحاب الفكر يتجمعون تحت الأرض.. معناه ان المؤامرات بدأت تعد! الحاكم الذكي هو الذي يفتح النوافذ للشعب, حتي لا تنحبس صرخاته وتتحول إلي كراهية وحقد وتآمر! وهو الذي لايغلق الأبواب الدستورية لاستبداله, إذا ضاق به الشعب, وقرر الخلاص منه, إنه يترك باب الدستور مفتوحا ليخرج منه, وكل حاكم فتح النوافذ والأبواب أطال مدة حكمه! فالحريات ليست شهادة تأمين للشعب بقدر ما هي شهادة تأمين للحاكم.. إنها العباءة التي تحمي صدره من الرصاص وهي خرطوم المطافئ الذي يطفئ النار قبل أن تحرق الحاكم وتحوله إلي رماد! [email protected] المزيد من أعمدة محمود المناوى