فى سيبل تفعيل دور بيوت الله، لمواجهة الدخلاء على الدعوة، قررت وزارة الأوقاف تنفيذ خطة المسجد الجامع، على أن تكون البداية بألف مسجد على مستوى الجمهورية، لنشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، ومواجهة التشدد، وذلك فى إطار الخطة الدعوية للوزارة واستعدادا لشهر رمضان. وحول استعدادات الأوقاف لشهر رمضان قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، فى تصريح ل «الأهرام»: إن الوزارة أعدت هذا العام خطة للسهرات الرمضانية والتى تضم جانبا من قراءة القرآن الكريم بمشاهير القراء وتضم جانبا من الابتهالات الدينية الدينية واحاديث متنوعة حول مكارم الأخلاق وستكون عقب صلاة التراويح. كما تنظم الوزارة معارض الكتب المتنقلة عقب صلاة التراويح، وتوزيع نصف مليون كتاب، خاصة على الشباب من خلال وزارة التعليم العالى وشرح أحكام الصيام بصورة ميسرة فى جميع المساجد. وذلك بالإضافة إلى الاستعداد للاعتكاف بضوابطه بالمساجد الكبري، والتنوع فى صلاة القيام بين القراءة بجزء أو نصف جزء أو ما تيسر ليجد كل إنسان بغيته. كما قررت الوزارة مضاعفة بدل شنطة رمضان من نصف مليون جنيه إلى مليون جنيه لعشرة آلاف أسرة بواقع 100 جنيه لكل أسرة إضافة إلى ما تقوم به مجالس إدارات المساجد الكبرى والجامعات. كما استعدت الوزارة لإيفاد أكثر من 50 مبعوثا ما بين أئمة وقراء لإحياء ليالى رمضان فى مختلف دول العالم مع إيفاد ثمانية من العلماء والقراء إلى دولة البحرين الشقيقة وعدد من المبعوثين إلى دولة السودان وكثير من الدول العربية والإسلامية والمراكز الإسلامية فى جميع أنحاء العالم . وأضاف: إن الوزارة تعد لتكريم أوائل المسابقة العالمية للقرآن الكريم فى ليلة القدر وإحياء ليلة السابع عشر والعشرين والسابع والعشرين وإحياء المناسبات الدينية فى رمضان كالعبور وفتح مكة وليلة القدر. كما ستشرف الوزارة بتكريم السيد الرئيس لأهل القرآن، إضافة إلى إعلان مسابقة حفظ القرآن الكريم لمتحدى الإعاقة وذوى الاحتياجات الخاصة مع عدد مميز خاص برمضان من مجلة منبر ومجلة الفردوس التى يصدرها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. خطة دعوية متكاملة وفى سياق متصل قال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بالأوقاف، إن الخطة الدعوية للوزارة تقوم على نشر الوسطية والاعتدال ومواجهة التشدد والتطرف، وفى هذا الإطار تقوم الوزارة حاليا، بتفعيل خطة المسجد الجامع، وسيكون هناك ألف مسجد على مستوى الجمهورية، وتقوم هذه المساجد بدورها التنويري، فى نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة ومواجهة التشدد وبيان عظمة الإسلام، وذلك من خلال الأئمة والدعاة المتميزين، مشيرا إلى أنه ستكون هناك أيضا حلقات تحفيظ القرآن الكريم، والكتاتيب العصرية، بالإضافة للمكتبة الإسلامية الشاملة من إصدارات المجلس الأعلى للشئون الإٍسلامية، وذلك بجانب قارئ سورة متميز يوم الجمعة، وأيضا مقيم شعائر، موضحا أن المسجد الجامع سوف يشهد أنشطة دعوية متميزة، وسيتم اختيار الدعاة والأئمة المتميزين، وستكون هناك أيضا أنشطة البر من خلال مجلس إدارة المسجد. من جانبهم أشاد علماء الدين بإطلاق مبادرة الأوقاف للمسجد الجامع، مؤكدين أن بيوت الله عز وجل، هى خط الحماية الأول فى مواجهة التطرف، وطالبوا بضرورة تعدد الأنشطة داخل المسجد الجامع، وأن تكون هناك دروس وأمسيات وحلقات تحفيظ للقرآن، بالإضافة لأنشطة البر، التى تتم من خلال مجالس الإدارات . وأشار الدكتور محمد أبو هاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر، الى أن للمسجد مكانة كبيرة فى الإسلام، فهو مكان العبادة والذكر وقراءة القرآن الكريم، ولذلك لابد أن تعود المساجد لتؤدى دورها التنويرى فى خدمة المسلمين، من خلال المسجد الجامع الذى يضم المكتبة التى تحتوى على الكتب المتميزة، التى تنشر الثقافة الإٍسلامية الصحيحة. وطالب الأئمة والدعاة بالتركيز فى دروسهم وندواتهم الدينية على الموضوعات التى تهم المجتمع وتمس واقع الناس، وقطع الطريق على غير المتخصصين، موضحا أن التنوع فى موضوعات الدروس والندوات الدينية، بالإضافة للمكتبة الإسلامية، يحول المسجد الجامع إلى مركز تنويري، لنشر الثقافة الإسلامية ومواجهة الجماعات المتشددة . وأوضح الدكتور بكر زكى عوض عميد كلية أصول الدين الأسبق، أن ما تقوم به وزارة الأوقاف فى هذا الأمر، هو خطوة جيدة، لأن الزوايا التى توجد أسفل العمارات، يخطب فيها من شاء، ليقول ما شاء، موظفا هذه الزوايا لخدمة توجهات سياسية أكثر منها توجها دينيا، ولذلك فإن فكرة المسجد الجامع، سوف تمكن أكبر عدد من الناس للاستفادة من خيرة العلماء والأئمة، لأن من يقوم بالدعوة فى المسجد الجامع، هم خيرة العلماء والدعاة، وهذا يؤدى لايجاد تقارب فكري، فيما يتعلق بالقضايا محل التناول، لأن المسجد الجامع قد يسع عدة آلاف من المصلين، مما يخفف الضغط على الأوقاف، لأن هناك عجزا فى عدد الأئمة، مؤكدا أن فكرة المسجد الجامع، سوف تحد من تسلل تيارات معينة إلى الزوايا، لأن المسجد الجامع يكون تحت إشراف الوزارة، التى تختار العلماء المتميزين الذين يتخلقون بأخلاق الإسلام وآداب النبوة. وفى السياق ذاته طالب الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدعاة أيا كانت انتماءاتهم الوظيفية, أن يدعوا الناس إلى تحصيل ما هو طاعة, وهجر ما هو معصية فى هذا الشهر وغيره, وأن يبينوا للناس سبل تحصيل الثواب, والفوز والفلاح فى الدنيا والآخرة, مع التجرد لله فى الدعوة, وابتغاء المثوبة من الله سبحانه, وبيان ما يحل للناس وما يحرم, عن علم وليس عن جهالة, حتى لا يكون هناك ضلال أو إضلال.