يأمل الجميع أن تنتهي المرحلة الأولي من الإنتخابات الرئاسية اليوم علي خير بعد أن خابت ظنون المشككين الذين أصروا علي أن الإنتخابات سوف يتم تزويرها, وثبت للجميع أن الإنتخابات تجري بنزاهة تامة تحت إشراف المجتمع المدني ورقابة دولية تمارس دورها لأول مرة في مصر, وما من شك أن الفائز الأول هو الشعب المصري الذي أثبت بحضوره الحاشد امام اللجان في طوابير طويلة تضم الشيوخ والنساء والشباب أنه شعب متحضر يستحق ديمقراطية مكتملة تقبل بتداول السلطة وتحتكم الي صندوق الإنتخابات, وأظن أن المرحلة الثانية من إنتخابات الإعادة التي سوف تجري بين المرشحين الاثنين اللذين حصلا علي اعلي الاصوات سوف تكون إختيارا حاسما لشخوص المرشحين والقوي الحزبية والسياسية التي تساندهما بأكثر من أن تكون إختبارا للمصريين الذين أثبتوا جدارة استحقاقهم لديمقراطية مكتملة دون وصاية أبوية من أي من الأطراف التي تدعي زورا أنها أكثر إدراكا لمصالح الشعب من الشعب نفسه! وسواء جرت معركة الإعادة بين مرشح يمثل الدولة المدنية وأخر يمثل الدولة الدينية, أو بين إثنين من المرشحين الإسلاميين الذين يزايدون بعضهم بعضا علي تطبيق أحكام الشريعة وكأننا نعيش في دولة كافرة صدرت كل قوانينها علي خلاف مبادئ الشريعة, أو بين إثنين من اللذين اصطلح البعض علي تسميتهما بالفلول, يصبح من مسئولية كل الأطراف, إعلان التزامها الان بقبول نتائج صندوق الإنتخابات إحتراما لقواعد اللعبة الديمقراطية, والوقوف خلف الرئيس الجديد المنتخب مهما يكن اسمه وعنوانه, وتخويله السلطات الصحيحة التي تمكنه من أن يكون حكما بين السلطات و تكافؤ مسئولياته التي تحددت في الإعلان الدستوري الي أن يتم الإنتهاء من وضع الدستور الجديد الذي ربما يتأخر صدوره طويلا مع الإصرار علي منع تركيز السلطات في يد واحدة لصالح حكم شمولي جديد يتخفي تحت عباءة الدين, والحفاظ علي مؤسسات الدولة خاصة مؤسسة القضاء التي يتحتم ضمان إستقلالها عن كل السلطات كما يتحتم إلغاء قانون الطوارئ, ورفض أية محاولة تستهدف الإنتقاص من حرية الرأي والتعبير تحت أي من الذرائع, وإحترام حقوق الإنسان وبينها حقه في الكرامة والمعرفة وجودة الحياة والمثول أمام قاضيه الطبيعي, والقبول بالأزهر مرجعية وحيدة في أية خلافات تنشأ حول تطبيق مبادئ الشريعية أو أحكامها.., تلك مبادئ أساسية يتوافق عليها غالبية المجتمع المصري يأمل الجميع أن تكون موضع التزام الرئيس الجديد. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد