يختلف أحد علي أن قائمة المرشحين لانتخابات الرئاسة تضم عددا وافرا من الشخصيات المصرية المحترمة, تتفاوت قدراتها علي النهوض بمسئولية هذا المنصب الرفيع. لا بسلطاته الواسعة في إطار الإعلان الدستوري الراهن, مع جنوح أغلبية المرشحين والمهتمين بالشأن السياسي إلي تفضيل النظام الرئاسي البرلماني في الدستور الجديد, باعتباره الأكثر ملاءمة لمصر في غياب أحزاب مدنية قوية قادرة علي تداول السلطة والنهوض بمستويات النظام البرلماني, والواضح أن المفاضلة بين الليبراليين والإسلاميين تشكل أحد أهم قسمات معركة انتخابات الرئاسة التي تحظي باهتمام بالغ من كل المصريين وأصبحت شاغل كل أسرة مصرية ومحور حديثها وحوارها اليومي. وإذا كان صحيحا أن خبرة الواقع اليومي ومشاكله خلال المرحلة الانتقالية سوف تشكل أحد المعايير المهمة في اختيار الرئيس الجديد, في ظل قلق المصريين البالغ علي مستقبل وطنهم, فإن الصحيح أيضا أن الفروق الفردية بين شخصيات المرشحين وقدراتهم وخبراتهم وصورهم في أذهان الناخبين, سوف تشكل المعيار الرئيسي المهم في عملية اختيار الرئيس الجديد, مع ميل متزايد من جانب أغلبية الناخبين إلي إسقاط أي تمييز بين المرشحين, يستند إلي هذا التوصيف المخل الذي يضع مجموعة بعينها من المرشحين في دائرة الإسلاميين مع أن الجميع مسلمون, وإصرار مجموعات واسعة من الشباب علي التمييز بين الثوريين وغير الثوريين من المرشحين. وتشير شهادات الناخبين المصريين إلي أن الأفضلية الأولي سوف تكون لمن يعتقدون أنه الأقدر علي وقف الفوضي والانفلات الأمني وتحقيق الاستقرار وإقامة العدل, يليها الخبرة السابقة والمعرفة الوثيقة بمشكلات البلاد والقدرة علي استعادة مكانتها ودورها وتحقيق الكرامة للمصريين, والحفاظ علي أمن مصر القومي دون شطط يدفع البلاد إلي مغامرات غير محسوبة, ويأتي في مرتبة لا تقل أهمية التزام الرئيس بالدولة المدنية القانونية وإيمانه العميق بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية أسلوبا وحيدا لحكم البلاد بعد ثورة يناير التي غيرت الشعب المصري علي نحو جذري. ومع وجود شرائح اجتماعية واسعة تدعو للمرشحين الذين ينادون بتطبيق مبادئ الشريعة, إلا أن غالبية المصريين يريدون رئيسا مدنيا مسلما واسع الأفق لا يوافق علي أي تشريعات تخاصم مبادئ الشريعة, يميل الي الاعتدال, ولا تحكمه أيديولوجية عقائدية, يتفهم أهمية الموقع العبقري لمصر وسط العالم, ويحسن استثماره وتوظيفه لصالح كل المصريين. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد