يمر النادى الاسماعيلى بمنعطف خطير فى الوقت الحالى بالرغم من احتلاله مركزا متقدما فى مسابقة الدورى الممتاز ، وذلك بسبب الفجوة العميقة بين الإدارة واللاعبين على خلفية سلسلة من القرارات الخاطئة لمجلس الإدارة تسببت فى إعلان اللاعبين حالة التمرد للمرة الأولى فى تاريخ قلعة الدراويش واتهامات بعضهم البعض بالخيانة فى سابقة هى الأولى من نوعها. واتخذ مجلس الإدارة قرارات مضادة بتكليف خالد القماش المدير الفنى للفريق بخوض مباراة اليوم أمام المقاصة بفريق الناشئين، فى استدعاء لروح المرحوم صالح سليم عندما اتخذ نفس القرار مع الكبار فى النادى الأهلى، مع الفارق الكبير بين القرارين لأن الإسماعيلى لا يمتلك ببساطة آليات تنفيذ هذا القرار لأنه لا يمتلك العدد الكافى من الناشئين لخوض مواجهة تتسم بالصعوبة بل يجد صعوبة فى توفير البدائل من اللاعبين الكبار، فضلا عن عدم قدرة النادى على تحرير عقود الناشئين فى سجلات اتحاد الكرة خلال هذه الفترة الوجيزة بالإضافة الى حاجته الى اموال كثيرة لتحرير عقود هؤلاء اللاعبين. فضلا عن الوقوع فى نفس الأخطاء وترويج أن حسنى عبدربه كابتن الفريق يقود جبهة التمرد ، بالرغم من انه لم يكن مسئولا عن عدم صرف مستحقات اللاعبين كما انه لم يكن مسئولا عن تصرفات قلة من الجماهير قامت بسب اللاعبين بل ومحاولة الاعتداء عليهم، وكان دوره ينحصر فقط فى نقل مطالب اللاعبين الى الإدارة والتى يدير أزمتها - عن بعد - رئيس مشغول بأعماله فى الإمارات ترك النادى «يحترق»، وكالعادة تدخل اللواء ياسين طاهر محافظ الإسماعيلية فى اللحظات الاخيرة لاحتواء الأزمة وتقريب وجهات النظر للحفاظ على كيان الدراويش . والأزمة التى يشهدها الاسماعيلى لم تكن مفاجئة بل كانت متوقعة وحذر منها كثيرا خالد القماش و الذى صدره مجلس إدارة النادى دائما فى مواجهات مع اللاعبين دون البحث عن حلول حقيقية لأزماتهم، واذا كان البعض يتحدث عن محدودية الموارد فى الإسماعيلى فإن ذلك حقيقة كان يعلمها جيدا مجلس الإدارة الحالى قبل توليه مقاليد الأمور ولم تكن خافية على أحد. وكانت شرارة الاحداث قد تزايدت خلال مباراة إنبى الأخيرة يوم الإثنين الماضى عندما تعرض مروان محسن وبهاء مجدى الى السب من بعض الجماهير التى حضرت المباراة - تعلم أسماءهم جيدا ادارة النادى لأن من يقوم بإرسال أسماء هولاء الى مديرية امن الاسماعيلية هى إدارة الدراويش، وبالإضافة الى أزمة المستحقات قرر اللاعبون عدم حضور مران اليوم التالى الثلاثاء والذهاب الى محمد صبحى لزيارته فى المستشفى بعد عملية الرباط الصليبى وتغيب 12 لاعبا اساسيا عن المران. وكانت المفاجأة عندما خرق بعض اللاعبين قرار زملائهم وقرروا حضور المران وهو الأمر الذى ادى الى اتهام اللاعبين بعضهم البعض بالخيانة وان هناك من يقوم بنقل أخبارهم من بينهم بعد دقائق من وقوعها الى رئيس النادى، وعلى أثر ذلك قرر المدير الفنى توقيع غرامة مالية على كل لاعب قدرها 25 ألف جنيه أعقبها بيان من رئيس النادى يحمل لغة التهديد للاعبين. وفى خضم الأحداث أصدر النادى الاسماعيلى بيانا أكد فيه « ايقاف واستبعاد لاعبى الفريق الاول باستثناء من شاركو فى مران الثلاثاء الماضى على خلفية التمرد الجماعى الذى حدث أمس الاول بعدما رفض لاعبو الفريق الانتظام فى التدريب بداعى تأخر صرف المستحقات وفقا لما جاء فى البيان». وعلى أثر هذه الأزمة أجرى اللواء ياسين طاهر محافظ الاسماعيلية اتصالات عاجلة بكل من رئيس النادى والمدير الفنى لاحتواء الأزمة مع إدراك عميق بأن تنفيذ قرار إيقاف الكبار لن يدفع ثمنه سوى الفريق نفسه، وسط حالة من الانكار لحقيقة الأزمة ذاتها ومحاولة تصدير صورة مغالطة للرأى العام بأن اللاعبين فى حالة تمرد على الفريق، وهو أمر ليس بصحيح لأن الادارة تحاول ببساطة إخفاء حالة الفشل فى تدبير موارد مالية لنادى بحجم الإسماعيلى، وزاد الطين بلة قيام مجلس الادارة بنشر قيمة ما تقاضاه كل لاعب من مستحقات على الموقع الرسمى للنادى والذى أظهر ان لاعبين فقط قد حصلا على كامل مستحقاتهما وهما مروان محسن والنيجيرى كينيث، بينما حصل الباقون على نسب تتراوح ما بين 45% و91% بعضها فى صورة شيكات بنكية تستحق السداد قبل انطلاق الموسم المقبل. وقد عقد اللواء ياسين طاهر اجتماعا امس مع الجهاز الفنى واللاعبين قبل سفره الى الفيوم ، أدى الى انفراج الأزمة بصورة كبيرة حيث أدى الكبار المران الصباحى وتم على أثره استبعاد حسنى عبد ربه لأسباب فنية فى إشارة الى تحميل الازمة لعبدربه كما تم استبعاد 5 لاعبين كبار وهم اسلام جمال وأحمد سمير وبهاء مجدى وسعد حسنى ومحمود متولى. وتراجعت الإدارة عن قراراتها بخوض مباراة المقاصة بفريق الناشئين بعد أن ملأت الدنيا ضجيجا بقرارات تستهدف تحويل الأنظار عن أزمة صرف المستحقات والتى تعد السبب الرئيسى لما يشهده النادى من أزمات. وأكد المحافظ مساندته ودعمه المتواصل للنادى الاسماعيلى العريق ومساندة الفريق فى استكمال مشواره فى المنافسات الرياضية حرصا على اسم الدراويش وتقديرا لعشاق وجماهير الاسماعيلية بصفة عامة وشعب الاسماعيلية بصفة خاصة. وأكد المحافظ للاعبين خلال التدريبات أنه لن يتخلى عن النادى الاسماعيلى بأى حال من الأحوال والحفاظ على جميع حقوقهم جميعا، الا أن الأمر يتطلب من الجميع وحدة الصف والترابط من أجل تحقيق الهدف الاسمى وهو الحفاظ على مستوى الاسماعيلى ومكانته العريقة . وقد طالب المحافظ جميع المسئولين بالنادى بارجاء اتخاذ أى قرارات فى تلك الأزمة قبل أنتهاء التحقيقات تماما وبعد عبور الفريق لمباراة المقاصة المرتقبة، كما أكد أنه تقرر عقد اجتماع طارىء مع رئيس مجلس الادارة وأعضاء المجلس بالكامل غدا، لبحث كافة المشكلات والأزمات التى تعترض مسيرة الاسماعيلى وطرح جميع الحلول والمقترحات لاتخاذ الاجراءات التنفيذية والحفاظ على مصلحة ومكانة الاسماعيلى .