احتلت الانتخابات الرئاسية المصرية موقع الصدارة في الصحافة العالمية, التي حرصت علي توفير تغطية مكثفة ودقيقة لما وصفته بالانتخابات التاريخية. فقد تابعت وسائل الإعلام الفرنسية لحظة بلحظة إنطلاق عملية التصويت في أول إنتخابات رئاسية, حيث حرصت علي إيفاد شبكة مراسلين لنقل صورة مفصلة للأجواء الانتخابية والإقبال الشعبي الكبير منذ الساعات الأولي من صباح أمس. وأكدت صحيفة تليجراف الفرنسية أن هذا الحدث التاريخي يتميز بالتعددية السياسية وحيوية المناقشات علي النقيض من الانتخابات التي كانت تجري في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. ورسمت الصحيفة صورة مبهرة للأعداد الكبيرة من أبناء الشعب المصري الذين أصطفوا قبل فتح اللجان ومراكز الاقتراع في يوم عظيم بالنسبة للمصريين- علي حد وصف الصحيفة- الذين يحرصون علي الإدلاء بأصواتهم لإختيار رئيس جديد للدولة بعد سقوط نظام مبارك بفعل زلزال الربيع العربي. أما صحيفة لا كروا الكاثوليكية الفرنسية فأكدت ان الشخص الذي سيصبح رئيسا لمصر تنتظره مهام جسام, مشيرة إلي أن الرئيس الجديد مطالب بالتوفيق بين الآمال السياسية المتعارضة والهويات الوطنية للشعب, كما أن عليه إنعاش الاقتصاد نظرا للضعف الشديد للنمو الاقتصادي من أجل مكافحة البطالة. واضافت الصحيفة أن الرئيس المصري الجديد مطالب أيضا بلعب دور دبلوماسي في الشرق الأوسط لرأب الصدع بين القيادات السنية والشيعية. واختتمت تعليقها قائلة إنه في الوقت الذي تعيش فيه القاهرة نشوة الثورة فإن علي الرئيس الجديد الاستجابة لمطالب العدل والحرية حتي يستمر إثمار الربيع العربي بشكل دائم. وفي برلين, أكدت صحيفة بيلد الألمانية أن هناك بديلين يتصدران المعركة الرئاسية المصرية; حيث وصفت أحدهما بأنه إسلامي ضيق الأفق سيعامل المسيحيين والليبراليين علي أنهم مواطنون من الدرجة الثانية و الآخر رجل من عصر مبارك سيحكم البلاد بوصفه نسخة مخففة من الفرعون الذي حكم مصر لأكثر من ثلاثين عاما. أما صحيفة معاريف الإسرائيلية, فشددت علي أن هذه الانتخابات ستحسم ما إذا كانت مصر بعد عهد مبارك قادرة علي الشروع في طريق جديد في حياتها السياسية أم دخلت فترة أكثر تعقيدا وخطورة. وحرصت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية علي نقل صورة للأجواء الانتخابية وحملات المرشحين والإقبال الشعبي علي التصويت, وشعور المواطنين بالفخر بالمشاركة بهذه العملية الديمقراطية. كما قدمت نبذة عما سيواجهه الرئيس الجديد من صعوبات اقتصادية وسياسية في المستقبل. ولكنها استبعدت فوز أي مرشح من الجولة الأولي. أما صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية, فأكدت أن الشمس المشرقة والجو الدافئ جاء انعكاسا للحماسة المصرية التي تمثلت في المشاركة الحاشدة, حيث احتشد الرجال والنساء في طوابير طويلة في انتظار المشاركة بهذا الحدث التاريخي. وأشارت إلي أن العالم يترقب نتائج الانتخابات وانعكاساتها علي سياسات مصر الخارجية. وفي فيينا, أعلن المتحدث بأسم الخارجية النمساوية شالن برج أن مصر تشهد عرسا ديمقراطيا حقيقيا يعبر فيه الشعب عن إرادته الحرة في اختيار رئيسه المقبل في أول إنتخابات رئاسية تجري بعد سقوط نظام الظلم والديكتاتورية. وفي بكين, حرصت العديد من القنوات بالتليفزيون المركزي الصيني سي سي تي في, وعدد من القنوات الخاصة كشبكة بي تي في وشبكة فينيكس الاخبارية, إضافة لمواقع الصحف الصينية علي شبكة الانترنت الدولية, والوكالة الصينية الرسمية, علي متابعة إنطلاق أول انتخابات رئاسية مصرية. وحرصت شبكة التليفزيون الصينية المركزية وشبكة فينكس, علي اجراء استطلاع مباشر وخاص بها لآراء المواطنين والناخبين المصريين, التي تباينت آراؤهم طبقا لاختلاف التوجهات والتوقعات, الامر الذي وصفه الإعلام الصيني بأنه يزيد الغموض والترقب لنتائج الانتخابات ويزيد التأكد من وجود اعادة بين أبرز المرشحين الذين سيحصلون علي اعلي الاصوات. وأكدت صحيفة بوليتيكن الدنماركية أن المصريين في حاجة ماسة إلي الأمل, وأنهم في حاجة لأن ينبت للديمقراطية الجديدة جذور وأن يمنحهم الرئيس الجديد والبرلمان المنتخب من الشعب أملا في مستقبل أفضل. واختتمت الصحيفة تعليقها قائلة إن القوة الحقيقية للرئيس الجديد تنبع فقط من قدرته علي التعامل مع الإحباط الذي عاناه الشعب.