الوفاء بالنذر واجب .. ووقت صلاة العشاء إلى الفجر هل يجوز لى أن أجمع بين ذبيحة شكرًا لله بشفائي من مرض مع عقيقة لابني؟ أجابت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية: إن كنت قد نذرت إن شفاك الله أن تذبح شاة ، وقد شفاك الله . فهذا نذر يجب الوفاء به . وبالتالي لا يصح شرعًا أن تذبح الشاة بنية النذر والعقيقة في نية واحدة على القول الراجح، لأن العقيقة سنة مؤكدة على المفتى به، والنذر واجب فلا يجزئك تشريك نية الوفاء بالنذر مع نية أداء السنة، فكل منهما عبادة مستقلة ومشروعة بمفردها. أما إذا لم تقصد نذرا، وإنما نويت أن تذبح شاة شكرًا لله على شفائك فقط دون النذر به ، فيجوز لك أن تجمع بين ذلك، والعقيقة بنية واحدة، وذلك إعمالا للقاعدة: «إذا اجتمعت عبادتان من جنس واحد تداخلت أفعالهما، واكتفي عنهما بفعل واحد إذا كان المقصود واحدا» وهنا المقصود واحد ؛ لأن المقصود من العقيقة، هو شكر الله على ما وهبه من الولد. ما حكم النذر؟ وهل يجب علي الوفاء به؟ أجابت دار الإفتاء المصرية: يختلف حكم النذر قبل التلفظ به عن حكمه بعد التلفظ به، وتفصيل ذلك فيما يلي: أولاً: حكم النذر قبل التلفظ به: أي قبل أن يتلفظ به المكلف، فالحكم الشرعي هنا هو الكراهة؛ لأن المسلم لا ينبغي له الاشتراط على الله حتى يتقرب إليه، وإنما يفعل ذلك البخلاء، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّذْرِ، وَقَالَ: «إِنَّهُ لاَ يَرُدُّ شَيْئًا، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ البَخِيلِ». ثانياً: حكم النذر بعد التلفظ به: أي بعد أن يفعله المكلف وينطق به، فالحكم الشرعي هو وجوب الوفاء بمعنى أنه يجب على المسلم الوفاء بنذره، وقد امتدح اللهتعالى الموفين بنذرهم، فقال تعالى: «يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا» [الإنسان: 7]، بل أمر الله تعالى أمرا جازما بالوفاء بالنذر، فقال تعالى: «وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ» [الحج: 29]، فلا يجوز للمسلم أن يترك الوفاء بالنذر إلا إذا عجز عن الوفاء به، فإن من نذر أداء الصيام أو الصلاة أو الاعتكاف أو الطواف أو نحوها فلم يطق أداءها أو عجز عن أدائها عجزا لا يرجى زواله فعليه كفارة يمين، وإذا كان عجزه عن ذلك مرجو الزوال انتظر زواله، وأدى ما وجب عليه بالنذر، ولا تلزمه كفارة في هذه الحالة، وذلك على المفتى به، وهو مذهب الحنابلة، فقد قال ابن قدامة الحنبلي في " المغني" (10/ 11): "مَنْ نَذَرَ طَاعَةً لَا يُطِيقُهَا، أَوْ كَانَ قَادِرًا عَلَيْهَا، فَعَجَزَ عَنْهَا، فَعَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ؛ وَعَنْ عَائِشَة، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ. ما هو آخر وقت لصلاة العشاء ؟ أجابت لجنة الفتوى: اختلف أهل العلم في آخر وقت العشاء، فمنهم من قال إلى آخر ثلث الليل الأول، ومنهم من قال إلى نصفه، ومنهم من قال إلى طلوع الفجر الصادق الذي منه بدء الصوم. وهذا هو الراجح وعليه الفتوى، فصلاة العشاء تكون أداء إذا أديت قبل أذان الفجر، فإذا أذن للفجر، فقد خرج وقتها اتفاقا، وهي بعد ذلك قضاء . ما حكم ذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من المصلين فى أثناء خطبة الجمعة إذا طلب الخطيب ذلك؟ أجابت لجنة الفتوى: إذا طلب الخطيب ممن يستمعون خطبة الجمعة أو غيرها أن يذكروا الله أو يصلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا بأس أن يجيبوه إلى هذا، ولا يعد هذا من الكلام المنهي عنه في الصلاة، بل هو قربة وطاعة انضمت إلى طاعة أخرى وهي حضور الخطبة وسماعها، شريطة ألا يشوش على غيره.ولا يعكر هذا على الأمر بالإنصات. فالإنصات وعدم الكلام منصرف إلى غير ذلك مما يشغل عن سماع الخطبة.