اجبرت "الأسرة المصرية " منذ أيام على فرض حظر التجوال والسفر والراحة وإعلان حالة الطوارىء لمدة 3 شهور لتتوقف الحياة داخل كل بيت يضم تلاميذ مدارس أو جامعات فى مراحل تعليمية مختلفة وجاءت هذه القرارات بناء على بدء فترة الدخول فى امتحانات نهاية العام وتطبق مشتملات قائمة طويلة تحت شعار "ممنوع" منها "ممنوع الزيارات المنزلية" و" ممنوع الخروج " و"ممنوع مشاهدة التليفزيون" و"ممنوع التحدث فى الموبايلات ". إنها شهور فى غاية الصعوبة على الأسرة المصرية تؤثر فيها نفسيا وعصبيا واجتماعيا وخاصة ماديا وتجعلها فى حالة ارتباك وتوتر وقلق بسبب هذه الامتحانات التى يكرها كل فرد فى الأسرة سواء كان صغيرا أو كبيرا إلا انها للأسف الشديد تتكرر سنويا ومن هنا فان صفحة «شباب وتعليم» بالأهرام ترصد هذه الحالة للأسرة المصرية. حول هذه القضية المزعجة سنويا أكدت الدكتورة عبير عوض أخصائى أمراض نساء صعوبة هذه الفترة فى البيت المصرية بشكل عام ومشيرة إلى انها لديها أربعة بنات فى مراحل تعليمية مختلفة أكبرهن فى سنة ثالثة إعدادى ومتفوقة وتحصل على دروس خصوصية قليلة لأنها تعتمد على نفسها ولا تحملنى الهم كثيرا أما اختيها الأصغر تعتمدان كليا على الدروس الخصوصية لدرجة أن المنزل تحول إلى معسكر وثكنة تعليمية والأسبوع الماضى كان هناك ثلاثة مدرسين لمادة اللغة الانجليزية لكل واحدة منهن والمدرسون مصرون على المراجعة بحجة "ما فيش وقت والامتحانات على الأبواب" وكل مدرس "عاوز فلوس وإلا" ويشكل ذلك عبئا نفسيا كبيرا. وأميمة أشرف - ربة منزل- أم لأربعة أبناء فى مراحل التعليم من "كى جى" حتى الجامعة تقول أحمد الله ان هذا العام ليس لدى أولاد فى الشهادات العامة لكن هناك مشكلات أخرى منها مثلا أن أبنى تلميذ فى «كى جى» ويحصل على دروس خصوصية فى كل المواد وده حصل بعدما انهى امتحان أخر العام من يومين وأن المدرسة تؤكد ضرورة هذه الدروس وإلا الطفل سوف ينسى ما "أخذه " ثم يأتى أخوه فى الصف الأول الثانوى العام فنجد المدرسين الخصوصيين يطالبون برفع ثمن الحصة ثلاثة أضعاف فى الشهر الأخير بخلاف ما كانوا يتقاضونه فى الشهور العادية بحجة المراجعة النهائية بل ويقسمون المادة إلى أفرع فمثلا مادة اللغة العربية يقسمها المدرس الخصوصى إلى قراءة وقصة ونصوص وبلاغة ونحو وكل فرع منها بسعر وهكذا مع مادة الجبر وحساب المثلثات والهندسة وافاجأ بأبنى يطلب 120 جنيها للمراجعة. أما رضا حسن موظفة وأم لثلاثة بنات تصرخ بشدة وتقول بناتى فى مراحل تعليمية عادية وليست شهادات الصغرى فى أولى أعدادى دائما معيشانى فى حالة المفاجأة دائما بسبب كل شوية ماما عاوزة فلوس «للسنتر» والمدرس والمراجعة واصعب شهر عندى شهر المراجعة النهائية للدروس وفترة الامتحانات ولأنها ليست شاطرة وغير مجتهدة تأخذ دروس خصوصية فى كل المواد وهذا يحملنى عبء فوق طاقتى ويسبب لى مشكلات مع والدها بسبب دفع ثمن الدروس وللأسف المدرسون لا يرحمونا حتى فى أيام الاجازات. وتشد فى شعرها عبير موسى ربة منزل وأم لثلاثة أبناء تقول الكبير فى ثانية إعدادى والصغير أولى إبتدائى وتصرخ من مصروفات الدروس الخصوصية فالحصة للواحد منها 40 و50 جنيها أما الملزمة فسعرها 10 جنيهات والمراجعة بمفردها ب 15 جنيها فى الشهر العادى و30 جنيها يتضاعف وقت الامتحان الى 60 جنيها وأرجع أقول يارب يكون بفائدة ويحصل على نتيجة أما إذا حصل العكس تكون فلوس قد القيت على الارض أما أبنى الأصغر فى أولى إبتدائى تجريبى ويواصل الدروس الخصوصية خلال الاجازة ويأخذ دروس فى العربى والرياضيات والانجليزى والحصة الواحدة ب 20 جنيها أما ابنى الأكبر فى ثالثة مدرسة سياحة وفنادق نظام الثلاث سنوات فيأخذ دروس خصوصية بنظام التيرم وندفع 350 جنيها فى كل تيرم تحت هذا المسمى . أما عفاف محمود موظفة وأم لأربعة أولاد تقول الكبرى فى الثانوية العامة أدبى بسبب امتحاناتها تم إعلان الطوارىء فى البيت وحظر الدخول والخروج ومنع الزيارات والمكالمات فى التليفونات إلا للأهمية القصوى والحقيقة ان الحظر يبدأ قبل الامتحانات بشهرين وأعمل هذا من أجل مصلحة أولادى فابنتى لها هدف وملتزمة واشجعها على ذلك لكن كثيرا ما تصاب بالقلق والخوف من وهم نسيان ما حفظته. وترى الخبيرة التربوية الدكتورة بثينة عبد الرؤوف أن بعبع الثانوية العامة كان زمان وقت أن كان الطالب مطالبا بتحصيل درجات عالية للفوز بمقعد فى جامعة حكومية خاصة بالنسبة للطبقة المتوسطة أما الآن فقد تبدل الحال بظهور العديد من الجامعات الخاصة البديلة وأصبحت كل البيوت المصرية ترتب حالها على هذا المنوال مما لايستدعى حالة الطوارىء علاوة على ذلك فالأولاد يخرجون بطبيعة الحال للمراجعة والدروس الخصوصية فى السناتر .
