كتب مصطفي شعبان ومحمد شومان و بهاء مباشر ومحمد شرابي: توافد منذ صباح الباكر الآلاف من الناخبين في محافظة الجيزة علي صناديق الاقتراع في أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر بعد ثورة52 يناير, وعلي الرغم من ارتفاع درجات الحرارة, فإن الانتخابات قد شهدت مشاركة كثيفة من كل الأطياف والانتماءات والاتجاهات السياسية, حيث وقفت السيدات في صفوف تجاوزت الكيلوات, كذلك صفوف الرجال, بينما الأطفال يقومون بتوزيع الدعاية الانتخابية لمرشح حزب الحرية والعدالة, الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين. وقد توافد علي اللجان أسر كاملة وهم يحملون المياه المثلجة والمشروبات الغازية لمواجهة ارتفاع الحرارة, وقد شهدت العديد من اللجان الانتخابية انتهاكات صارخة من بعض المنتقبات اللائي أحضرن معهن الحاسب الآلي لمساعدة الناخبين للحصول علي رقم اللجنة ورقم الكشوف وحثهم علي انتخاب مرشحي التيار الإسلامي. وقد شهدت لجنة مدرسة مدينة العمال بامبابة مشادات كلامية بين بعض أنصار المرشحين خارج اللجان, وتدخلت قوات الأمن والقوات المسلحة لفك الاشتباكات وحذرتهم من العبث, وبدأت عمليات التصويت مرة أخري. وأمام لجنة الشروق بامبابة كانت الأجواء متوترة في ظل الترقب بين مؤيدي التيار الديني وبعض المؤيدين لمرشحي النظام السابق.. وحذرت القوات المسلحة الناخبين من ضرورة الالتزام بالقانون. وقد اعترض أحد الناخبين أمام لجنة المعهد الصحي علي وجود أنصار المرشحين الذين يقومون بتوزيع أوراق الدعاية الانتخابية وحثهم علي الفور أفراد القوات المسلحة والشرطة لوقف هذه المخالفات. وفي سياق آخر, تفقدت قيادات حزب الحرية والعدالة اللجان الانتخابية وقامت بتوزيع المياه الغازية والأطعمة علي الناخبين ورفض بعض الناخبين تسلم المياه المثلجة, واعترض بعض الناخبين علي وقوف أنصار المرشحين من التيارات الدينية علي شكل سلاسل بشرية, مشيرين إلي أن التيار الديني يستخدم سياسة الاستقواء. والأمر لم يختلف كثيرا أمام مدرسة الفريق العزيز المصري, حيث توافد أمامها آلاف الأشخاص وامتد الطابور لأكثر مننصف كيلو بشارع الهرم, وهو ما تسبب في شلل مروري بالطريق وحضر أحد الناخبين ويدعي أحمد رمضان(09 سنة) ويحمله أحفاده, إلا أنه أكد أنه أصر علي أن يشارك في انتخابات حقيقية تجري في مصر لأول مرة, وعلي الرغم من كبر سنه, إلا أنه كان لا يشارك في الانتخابات, لعلمه أن الاختيار كان لمبارك فقط دون غيره. في الوقت الذي حضرت فيه عجوز تستند علي عكازين, وعلي الرغم من شدة الحر, أكدت أنها حضرت لتشهد بنفسها اختيار الرئيس المقبل وتشارك في الاختيار. في الوقت الذي تجمع فيه أعداد كبيرة من الشباب يحملون علم مصر, مؤكدين أنه هو الذي يوحدهم لاختيار الرئيس المقبل بعيدا عن العمل الحزبي, حيث اصطف المئات من الشباب أمام مدرسة جمال عبدالناصر بالدقي وهم يحملون الأعلام. وأشار المستشار محمود حمدي بمجلس الدولة إلي أن الانتخابات الرئاسية تمر بسلام داخل اللجان, باستثناء بعض المشادات التي تقع بين أنصار المرشحين, ولكن القوات المسلحة والشرطة قامت بالسيطرة علي الموقف, مشيرا إلي أن حدوث بعض الخلافات بين أنصار المرشحين بسبب استمرار الدعاية الانتخابية, وقال إن القوات المسلحة أعادت الهدوء وحذرت المخالفين باستخدام القانون. وقد شهدت لجنة مدرسة النصر الابتدائية بالعجوزة إقبالا شديدا علي صناديق الاقتراع, خاصة من البنات والسيدات.. وقالت المستشارة رشا منير بالنيابة الإدارية إن الإقبال جاء من حرص السيدات علي الأداء الوطني, مشيرة إلي أن السيدات تمثل أكثر من نصف المجتمع المصري, وأضافت أن انتخابات الرئاسة أفضل من الانتخابات البرلمانية فيما يتعلق بسرعة التصويت. وأشادت بدور القوات المسلحة والشرطة في تأمين اللجان في الداخل والخارج, وقد شهدت مدرسة القومية للبنات بالعجوزة مشادات بين الناخبين من الرجال علي اختيار المرشحين, بالإضافة إلي ضرورة مساعدة كبار السن علي الإدلاء بأصواتهم, بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة. وانتقد الناخبين استخدام أنصار المرشحين للدعاية الانتخابية أمام اللجان باعتباره مخالف لقانون الانتخابات. أما مدرسة الدقي الإعدادية, فقد بدأت الانتخابات الساعة8,03 صباحا بعد التأكد من وجود مندوبي المرشحين والصناديق خاوية وبدأت عمليات التصويت والتي شهدت إقبالا شديدا منذ اللحظات الأولي تحت إشراف القوات المسلحة والشرطة في تأمين اللجان. وشهدت المدرسة الثانوية الزراعية بالهرم إقبالا كبيرا منذ الساعات الأولي منذ الصباح, وسط حراسة أمنية من الشرطة والجيش خارج اللجان الانتخابية, والذين عملوا علي تسيير حركة المرور وتنظيم الطوابير, مع مراعاة كبار السن وأصحاب الحالات الخاصة. وقال المستشار خالد حسين, المشرف علي اللجنة رقم(1), إنه حدث تأخير لبعض الوقت في عملية التصويت الانتخابي في اللجنة بسبب عدم التنظيم في أرقام الكشوف, وحدثت مشاحنات كلامية بين قوات الأمن والمواطنين.