مجرد ما نذكر كلمة تسوق فورا يقفز إلى أذهاننا المرأة، لأنها عاشقة للتسوق بفطرتها، بل إن اختيارات المرأة تلقراراتها فى هذا المجال دائماً ما تترجم تفكر، ومشاعر، وتفاصيل حياة. وقد يصل إلى تحريك سوق كاملة لاقتصاد دول.. ونظرا لأهمية هذا الموضوع فقد قامت أحدث الدراسات بعنوان الاتجاهات الشرائية لنساء مصر وتأثيرها على الاقتصاد قدمتها شركة عالمية لإدارة الأداء تعمل على تقديم فهم شامل لما يشاهده المستهلكون ويشترونه. حيث عرضت نتائج الدراسة فى مؤتمر صحفى شهدته القاهرة مؤخراً فتم عرض نتائج الدراسة التى أوضحت فكر السيدات فى مصر فى التسوق وقسمت الدراسة النساء فى مصر إلى ثلاث شرائح السيدات ذوات ميول مختلفة، فمنهن االطموحات، و«بالملتزمات بالتقاليد الأسرية»، وبالمحبات للمرح. وربما أكثر شىء مفاجئ هو أن االمحبات للمرح وهو النوع الثالث - يمثلن أكبر فئة فى المجتمع.. وأكثر ما يسعدهن هو السفر والقراءة ومقابلة الأصدقاء وأكثر من ذلك، حيث إن النجاح يعنى بالنسبة لهن قدرتهن على ادخار المال لإنفاقه على هواياتهن التى يحبونها ولهذا يقوم 14% منهن بتوفير النقود شهريا.. كما أن أغلبهن سيقوم بتقليل ما ينفقونه على الماركات التى اعتدن شراءها وسيستخدمن منتجات أقل من نفس المنتج، باستثناء االمحبات للمرحب اللاتى يفضلن أن يقللن من فواتير الكهرباء وفواتير الهاتف المحمول، حتى ينفقن نقوداً أكثر على أنشطتهن فى أوقات الفراغ. +فنجد بالبحث.. أن ربع السيدات «طموحات» بالنسبة لخيارات العمل والتعليم التى يأخذنها، كما أنه بالنسبة لهن فإن الأمان الوظيفى هو أكثر ما يقلقهن.. حيث تتمحور قرارات الشراء الخاصة بهن حول تقديم خيارات تعليمية أفضل لأطفالهن وأوضاع مالية آمنة لأسرهن.. كما أنهن من أكثر فئات المجتمع استخداماً للتكنولوجيا، وأكثر من نصفهن يعتبرن أن التكنولوجيا جزءاً اساسىا من روتينهن اليومى. أما النوع الثانى االملتزمات بالتقاليد الأسرية ويمثلن 36% من السيدات فى مصر، فيدفعهن الشغف لتلبية احتياجات الأسرة، ويعتبر هذا هو أولوياتهن والجانب الأكثر أهمية فى حياتهن.. كما أن أسعار الطعام هى أكثر ما يقلقهن، حيث ينفقن أغلب الدخل الأسرى على المنتجات المنزلية.. وشغفهن تجاه الأسرة يمتد للجيران أيضا، حيث إن 80% من الملتزمات بالتقاليد الأسرية يشعرن بالمسئولية تجاه دعم ومساعدة المجتمع الذى يعشن فيه ويضعن ذلك فى الحسبان. وقد أكدت الدراسة البحثية الجديدة النظرة الإيجابية لسيدات مصر حول تحسن الاقتصاد القومى حيث إن نحو 55% من السيدات بنطاق البحث يتوقعن تحسن الحالة الاقتصادية للدولة خلال المرحلة المقبلة، ولكن هناك مخاوف من مستقبل مصر من الناحية الأمنية والتضخم.. كما أن 41% من السيدات أكدن أن الإرهاب هو أكثر شىء يثير قلقهن مقابل 33% يقلقن من ارتفاع أسعار الطعام. وبشكل عام، فبالرغم أن الإنفاق على الأغراض المنزلية يستحوذ على اهتمام النساء وكذلك الاستثمار فى التعليم والتركيز على التكنولوجيا كوسيلة لتمكين المرأة فى التنمية أيضا، إلا أن أكثر من ثلث السيدات قلن إنهن يستخدمن التكنولوجيا وأكثر من 70% منهن قلن أن افيس بوكب هو وسيلة التواصل الأولى لهن. وأكدت رشا سلطان مديرة القسم الكيفى فى نيلسن شمال إفريقيا قائلة: اتبلغ نسبة السيدات فى مصر أكثر من النصف، ويؤثرن فى عملية صنع القرار بنحو متزايد.. إذ نرى السيدات يتخذن القرارات الرئيسية ليس فى الأسر الصغيرة فقط وإنما المحيط العام أيضاً.. كما أن فهم العوامل التى كونت هذه القرارات هو شىء مهم فى مستقبل مصر وسيسهم كثيراً فى فهم ما ستكون عليه الدولة خلال السنوات القادمة. وتابعت رشا سلطان قائلة: إن االنتيجة التى يمكن أن نستنتجها من هذا البحث، أن هناك تطوراً فى الطريقة والأسلوب التى تفكر بها السيدات بمصر على نحو ايجابى، بالإضافة إلى أن أولويات المرأة اليوم هو التغيير، فهن يركزن أكثر على التكنولوجيا، والتعليم العالى، والحاجة للحصول على وقت ونقود للاستمتاع بالأشياء التى يحبونها . ومن جانبها علقت لمياء كامل المدير التنفيذى خبيرة العلاقات العامة أن دور المرأة أصبح مؤثراً فى المجال العام، فلدينا المزيد من النساء فى البرلمان.. كما أن المرأة أثبتت نفسها بمجالات شتى فى مكان العمل، وأصبحت أكثر استقلالاً على المستوى الاقتصادى، وتبوأت مكانة أفضل تعليماً مما جعلها أكثر تمكيناً، ويحتاج ذلك أن ينعكس فى طريقة مخاطبتنا لهن والحوار معهن.