هل يجوز التبرع للحملات الانتخابية, ودعم المرشحين وحشد الناخبين للأدلاء باصواتهم في الانتخابات؟ وهل يعد ذلك من قبيل الصدقات مثلا, وهل تسقط تلك التبرعات شيئا من نصاب الزكاة؟. الدكتور عبد الفتاح إدريس رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر أوضح أنه لا يجوز من الناحية الشرعية التبرع للحملات الانتخابية من أموال الزكوات أو الصدقات أو الهبات, وقال إن الأموال التي ينفقها المسلم لمساندة المرشحين في حملاتهم الانتخابية, لا تعد زكاة أو صدقة لصاحبها, ولا تسقط عنه شيئا من نصاب الزكاة المفروضة, بل يعتبر ذلك من قبيل إضاعة المال وإنفاقه في غير موضعه, لأن الدعاية الانتخابية ليست من الوجوه المشروعة لتوجيه الصدقات إليها..فالمرشح الكفء ليس في حاجة إلي أموال تزكيه وتعلن عنه, بل يجب أن يزكيه عمله وتاريخه وسيرته وما قدمه لوطنه وشعبه فيما مضي, فيما أسند إليه من مهام ومناصب. وقال إدريس إنه من باب الأولي توجيه تلك الأموال التي تنفق ببذخ علي الدعاية إلي المرضي والفقراء والمحتاجين وذوي الحاجة, لاسيما ان هناك بالفعل من لا يجد ما يسد رمقه أو ما يشتري به علبة علاج, بل إن هناك أناسا في بلادنا تأكل من القمامة, في حين تتجاوز الدعاية لمرشح واحد عدة ملايين!! وفي السياق نفسه, أهاب عبد الفتاح إدريس بجموع الشعب المصري أن تختار المرشح الكفء نظيف اليد ولا يلتفت أحد إلي الشعارات والمناظرات والكلام المعسول والوعود الوردية التي لا محل لها من التنفيذ, لافتا إلي عدم الاستناد إلي كثرة الدعاية في اختيار مرشح من عدمه, فليس كل من أسرف في الدعاية وامتلأت وسائل الإعلام به هو الأصلح والأنسب للرئاسة, كما أنه ليس كل من قل ترويجه إعلاميا غير كفء. أما الدكتور القصبي محمود زلط نائب رئيس جامعة الأزهر, وعضو مجمع البحوث الإسلامية, فقال إن مصارف الزكاة الثمانية معروفة ولا تندرج الدعاية الانتخابية تحت أي مصرف من تلك المصارف, فالتبرعات المشروعة التي يثاب فاعلها هي تلك التي تقدم للفقراء والمرضي والمعوزين واليتامي والأرامل ونحوهم, لقضاء حوائجهم, وأشار إلي أن ما ينفقه المتبرعون علي الدعاية الانتخابية لمرشحيهم يمكن أن يندرج في إطار الهدايا فقط, والهدايا مشروعة في الإسلام, وعليه فلا مانع من تقديم بعض الهدايا لمرشح معين في صورة أموال أو تحمل كلفة بعض إعلانات لمن يعتقد أنه الأصلح فيما يترشح له, دونما أن يكون لذلك تأثير علي الصدقة, لأن المرشح لا يجوز شرعا أن يأخذ شيئا من أموال الصدقات أو الزكوات المفروضة.. ويشير د.القصبي إلي أنه من باب الأولي من الناحية الشرعية أن ينأي المسلم بأمواله وتبرعاته بعيدا عن هذا المجال, لاسيما أن وجوه الخير كثيرة ويمكن توجيه الأموال لإغاثة ملهوف أو إطعام جائع, أو علاج مريض أو سد حاجة من الضرورات, أما المرشحون فيجب أن يعتمدوا علي برامجهم, وتاريخهم وسيرتهم, دونما الإسراف في الإعلانات والدعاية المبالغ فيها.