تحتفل مصر بذكرى غالية عزيزة على قلوب المصريين وهي عودة كامل التراب المصري الى حضن الوطن مرة أخرى، بعد احتلال اسرائيل لارض سيناء في عام 67،ولكن مصر لم تيأس ولم تقف مكتوفة الايدي رغم الحصار الدولي عليها وقتها بل انها قامت ببناء القوات المسلحة مرة اخرى في 6 سنوات لتذهل العالم اجمع في حرب اكتوبر 73، وتعبر قناة السويس وتحطم خط بارليف المنيع،وترفع العلم المصري مرة اخرى على تلك البقعة الطاهرة من الارض المصرية لتفتح المجال الى التفاوض السلمي الذي اعاد كل حبة تراب الى مصر. ذكرى النصر والاحتفالات بعودة سيناء، لا يمكن ان تبعدنا للحظة عن الدور الذي تلعبه القوات المسلحة المصرية في سيناء الان من خوض حرب ضروس ضد جماعات الظلام الارهابية التي وجدت من ارض سيناء مكانا لها بعد ثورة 25 يناير وابان حكم جماعة الاخوان الارهابية التي سمحت لاعداد كبيرة من الارهابيين في العودة الى مصر، والافراج عن قتلة وارهابيين من السجون، والدفع بهم الى سيناء لتشكيل جماعات ارهابية مسلحة، لتكون قوات خاصة بهم تقف في وجه القوات المسلحة المصرية، والشعب المصري اذا رفض حكم الارهابية. لقد أخذت القوات المسلحة المصرية على عاتقها تطهير أرض سيناء من الدنس وقامت بعمليات عسكرية ضخمة في سيناء من اجل القضاء على الارهاب الذي يتم دعمه من الخارج عن طريق بعض الدول، وبتمويل ضخم جدا، من اجل انهاك الجيش المصري ومحاولة ادخال البلاد في صراع مسلح كما يحدث في سوريا وليبيا واليمن، إلا أن القوات المسلحة كانت تعي الدرس كاملا واستطاعت ان تؤكد تلك الفكرة وان تشن هجومها على الارهاب في سيناء. سيناء التي ارتوت ارضها بدماء المصريين البواسل من جنود القوات المسلحة، وهي المنطقة المشتركة في كل الحروب العربية الاسرائيلية، وضحى الالاف بارواحهم في سبيلها، وبعد تحريرها بالكامل، جاء اليوم الذي يسعى بعض المصريين الذين لايعرفون معنى الولاء والانتماء ليدنسوها ويسعوا الى تخريبها واقامة منطقة تكون ملاذا لارهابيي العالم، هؤلاء هم جماعة الضلال من عناصر الاخوان المسلمين، فقد اعتقدوا ان تلك الجماعات ستكون ظهيرا عسكريا لهم، الا ان الجيش المصري لقنهم درسا عظيما هم وامثالهم ومموليهم. لقد ضربت القوات المسلحة المصرية منذ بدء الصراع العربي الاسرائيلي دروسا عديدة في الولاء والانتماء وحب الوطن بل انها اذهلت العسكرية العالمية في العديد من المعارك وبخاصة حرب اكتوبر المجيدة، والتي غيرت الكثير من المفاهيم العسكرية، واليوم ايضا تستكمل القوات المسلحة مشوارها الوطني وتضرب اروع المشاهد للدفاع عن الارض والتراب من عدو خسيس، حتى يتم تطهير سيناء بالكامل من عناصر الضلال. وفي ذات الوقت الذي تخوض فيه قواتنا المسلحة معركتها ضد الارهاب، فعلى الجانب الآخر تقوم القوات المسلحة من منطلق واجبها الوطني في اعادة اعمار سيناء بالكامل من خلال شبكة طرق جديدة تربط جميع المدن والقرى، بالاضافة الى مدن حديثة ومستشفيات ومصانع ومدارس، كل ذلك لتوفير حياة كريمة للمواطن الذي يسكن تلك البقعة الغالية، وتوفير فرص عمل للشباب فجميع المشروعات ينفذها شباب سيناء. انها القوات المسلحة المصرية التي ليس لها مثيل في العالم، لم تحد في يوم عن خطها في الدفاع عن الامن القومي المصري بمفهومه الشامل، ولم تتخلي للحظة عن الشعب العظيم الذي يساندها ويدعمها، القوات المسلحة هي تاج على رؤوسنا جميعا فعلى كل مصري ان يفخر بأن بلاده بها اعظم جيوش الارض رجاله لا يهابون الموت يبذلون النفس والنفيس في سبيل حماية الوطن والشعب . ان ذكرى تحرير سيناء هي تكريم لجيش مصر العظيم الذي وضع الدولة في موقف القوة لتدخل مصر بعدها في مفاوضات مع اسرائيل وتملي شروطها وتعيد الارض بالكامل، والان سيقوم الجيش بسحق الارهاب والارهابيين في سيناء ليعيد لها بريقها، بعد تطهيرها وتعميرها.