سيدى رئيس مصر القادم.. أسمح لى أن أتقدم إليك بخالص التهانى القلبية متمنيا لسيادتكم دوام التوفيق والسداد.. سيدى الرئيس لقد حملكم الشعب المصرى العظيم أمانة ثقيلة أرجو أن يعينكم الله تعالى على الوفاء بها، فأنتم أهل لها بإذن الله. سيدى الرئيس: تعلمون سيادتكم أن مصر الكنانة وشعبها العظيم قام يوم 25 يناير 2011 بثورة أذهلت العالم وتحاكى بها الأعداء قبل الأصدقاء، لقد قال عنها الرئيس الأمريكى باراك أوباما: يجب أن نربى أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر. وقال رئيس وزراء إيطاليا السابق بيرلسكونى: لا جديد فى مصر فقد صنع المصريون التاريخ كالعاده. وقال ستولتنبرج رئيس وزراء النرويج: اليوم كلنا مصريين. وقال هاينز فيشر رئيس النمسا: شعب مصر أعظم شعوب الأرض ويستحق جائزة نوبل للسلام. وقالت ال CNN لأول مرة نرى شعبا يقوم بثورة ثم ينظف الشوارع بعدها. سيدى الرئيس القادم: هكذا رأى الزعماء ثورة شعب مصر الذى إنتفض ضد الظلم والقهر والديكتاتورية والاستبداد.. لقد طالب الشعب بجميع أطيافه بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.. هذه المطالب.. ليست بالعزيزة على شعب بنى أول حضارة عرفها التاريخ مازالت شامخة على مر الأزمان.. حضارة يشهد لها القاصى والدانى بالعظمة والإجلال، الشعب المصرى حدد أهدافه يوم أن ولدت هذه الثورة، ولن يتخلى عن أى عنصر منها مهما تكن التحديات والمخاطر، لسنا أقل من دول كثيرة سبقت هذه البلاد بعشرات السنين وهى لا تملك من حطام الدنيا شيئا، لقد ساهمت أنظمة سابقة فى التراجع إلى الخلف وتراجعت مصر أكتوبر إلى ذيل الأمم بفضل السياسات الحمقاء لرجال كنا نحسبهم وطنيون.
سيدى الرئيس: إن فى الحلق غصة وفى القلب شجن على ما آال إليه حال هذا الوطن صاحب الحضارة والتاريخ.. من تراجع فى التعليم وعدم تقدير العلماء وانتشار الدروس الخصوصية والإتجار فى أولياء الأمور دون رقيب أو حسيب. سيدى الرئيس: ارجو من سيادتكم ألا تأخذكم السياسة بفتنتها إلى دروب أخرى تحيد بكم عن الطريق القويم الساطع، مناشدا إياكم التركيز على إصلاح التعليم وتقدير العلماء الذين هم عدة اليوم والغد، والتعليم كما تعلمون أساس تقدم الأمم وتحضرها، نريد حلا قائما على العلم لإنهاء معاناة الشعب، نريد حلا لعلاج القصور فى هذا المجال الحيوى، نريد إسقاط التعليم الفاشل، نريد أمة متعلمة بدون أمية، نريد أمة مثقفة، تعرف قيمة العلم والعلماء، لقد أمرنا الله تعالى فى كتابه العزيز بالقراءة، والقراءة تعنى العلم.. تعلمون أن أحوال المدارس الحكومية فى حالة سيئة، لكن قبل إصلاح المبنى لابد أولا من إصلاح البشر، لقد مرت سنوات عديدة على هذا السوء والتدهور الذى عشش فى كل الأركان وغشى العقول.
سيدى الرئيس: قضية البطالة والألاف الذين يتخرجون من الجامعات والمدارس الثانوية الزراعية والتجارية والمهنية، يحتاجون إلى عون الحكومة ومساندتها لهم وإيجاد فرص العمل لهم من خلال زيادة الاستثمارات. سيدى الرئيس: هذا قليل من كثير تستطيع سيادتك والفريق المعاون البدء به لرفع المعاناة عن الشعب، أعلم أنكم تعرفون الكثير من المشاكل والمعوقات التى تؤرق الناس فى الحضر وفى الريف، ومشاكل الفلاحين الغلابة والموظفين والناس الذين يعيشون على هامش الحياة لا يملكون إلى قوت اليوم الواحد وهم صابرون.. أما أولئك المجرمون وقطاع الطرق فقد استباحوا الحرمات وشوهوا الصورة الجميلة لهذا البلد الآمن، واتخذوا من الطرقات مرتعا لارتكاب الجرائم وسحل السيدات وخطف الأطفال وقتل الأبرياء، أناشد سيادتكم القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة الناجزة حتى يستعيد الوطن أمنه وأمانه وتزدخر السياحة ونقضى على الإنفلات الأمنى الذى يدبر بليل ضد المواطنين. سيدى الرئيس: تقدم الأمم يقاس أيضا بالنظافة، ونحن شعب مؤمن بالله تعالى وأمرنا بأن النظافة من الإيمان، وها هى بيوتنا نظيفة، لكن شوارعنا مكدسة بتلال القمامة المنتشرة فى كل مكان، وهو ما لا يمكن أن تقبله لهذا الوطن.. ارجوك سيادة الرئيس أن تأمر بتوقيع العقاب المشدد ضد كل من لا يحافظ على نظافة شوارعنا أو يلقى بالقمامة من نافذة بيته أو سيارته. سيدى الرئيس: أعلم أننى أكتب إليك هذا الخطاب وأنت لم تأت بعد، إنما لدى يقين كامل إنه مهما سيكون اسمك من بين المصريين الوطنيين الذين سيختاره الشعب يومى الأربعاء والخميس القادمين من بين المرشحين الثلاثة عشر – ستكون على قدر المسئولية التى أولاك الشعب إياها، سر على بركة الله ، والله المستعان.. وألف مليون مبروك . التوقيع مواطن من الشعب المزيد من مقالات محمود النوبى