ما فعله فريق الداخلية أمام الزمالك يؤكد حقيقة واحدة ان المدرب حلقة مهمة جداً فى فرض شخصيته على فريقه وهو ما قدمه علاء عبدالعال المدير الفنى للداخلية المجتهد الذى يثبت يوماً بعد يوم أنه يسير على طريق المدربين الكبار وهو ذكرنى بحماسه ونشاطه وصوته العالى وانفعالاته بالأرجنتينى دييجو سيميونى مدرب اتلتيكو مدريد الذى صنع لنفسه مكاناً فى الدورى الإسبانى بعد نجاحه فى مواجهة الكبار برشلونة وريال مدريد ولعل قيادته الرائعة لإتلتيكو وإطاحته لبرشلونة من دورى الأبطال الأوروبى اكدت انه مدرب من طينة الكبار يملك رؤية واضحة جعلته من المدربين المحسوبين فى العالم ومع ان الفارق كبير بين الدورى الإسبانى والمصرى ولكن علاء عبدالعال صنع من «الفسيخ شربات» فى ظل إمكانات مادية محدودة وفريق بلا جماهير ، إلا أن الرجل لم يستسلم فمنذ أن تولى المسئولية استطاع ان يجعل للداخلية شكلاً ويكفيه فخراً أن سبق له الفوز على الأهلى مرتين فى دورى المجموعات الاخير الموسم قبل الماضى وقدم أمام الفريق الاحمر مباراة قوية وكبيرة فى الدور الأول وها هو يلقن الزمالك درساً فى فنون الكره ولا يحتسب الحكم له هدفاً صحيحاً ربما لم تره عين حامل الراية نظراً لسرعة الكره ولكن الجميع وكل من فى الملعب شاهد الكرة وهى تتخطى المرمى . علاء عبدالعال قدم فريقاً مميزاً فى مواجهة منافس مدجج بلاعبين بالملايين ليكشف أن الفارق ليس بالأسماء ولكن بالجهد والعرق والقلب ومن شاهد المباراة ولا يعرف لون فانلات الفريقين سيتخيل ان الزمالك هو من كان يرتدى زى الداخلية والعكس، حيث تلاعب أبناء علاء عبدالعال بالزمالك الذى كان تائهاً حائراً بلا روح ولا معنى ليواصل نزيف النقاط ويمنح الدورى على طبق من ذهب لمنافسه التقليدى الأهلى فى مباراة كان أداء الزمالك مهزوزاً ونذير خطر قبل مواجهة بجاية فى لقاء العودة الثلاثاء المقبل بالجزائر وقتها قد لا ينفع الندم وقد يخسر الأبيض كل شئ إذا ظل على تلك الحال . إن ما فعله فريق الداخلية ربما يكون جرس إنذار للزمالك الذى على ما يبدو أنه فقد ذاكرة البطولة ، بصراحة ..يستحق فريق الداخلية الإحترام ومدربه على ما قدموه أمام الزمالك ولولا سوء الحظ لخرج الزمالك بهزيمة ثقيلة وأثبت علاء عبدالعال أن المدرب الوطنى بإمكانه أن يصنع الكثير إذا ما حصل على الثقة وأتيحت له الفرصة وهو ينضم إلى قافلة المدربين المتميزين مثل حسام حسن في المصرى وإيهاب جلال فى المقاصة والكبير مختار مختار وعماد النحاس الذى قدم تجربة يجب أن ننظر لها فى أقصى الصعيد بأسوان . لمزيد من مقالات محمود صبرى