تقرير وائل الليثي: في اطار الاهتمام بالانتخابات الرئاسية المصرية, رصدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تحولات كبيرة في مواقف جماعة الإخوان المسلمين مؤكدة ان الجماعة اتخذت نهجا أكثر تشددا بشأن تطبيق الشريعة الإسلامية خلال المؤتمرات الانتخابي لمرشح حزب الحرية والعدالة محمد مرسي, وتراجعت عن خطابها أن تطبيق الشريعة لايمثل اولوية عاجلة, وذلك علي عكس ما أظهرته قبل سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك وخلال الانتخابات البرلمانية الماضية. وذكرت الصحيفة في تقرير مطول عن الإخوان أمس أنه قبل تسعة أيام فقط من التصويت في انتخابات الرئاسة اتخذت جماعة الإخوان موقفا يمينيا حادا, قائلة بشكل أكثر جرأة انها تريد دولة يلعب فيها الدين والشريعة الإسلامية دورا رئيسيا, مؤكدة حقها في ان تحكم البلاد. وأضافت الصحيفة انه نتيجة لذلك ابتعدت الجماعة عن الوجه الأكثر اعتدالا لها والذي روجت له حتي قبل سقوط مبارك منذ15 شهرا, وكانت الجماعة خلال حملات الانتخابات البرلمانية العام الماضي أكدت ان تطبيق الشريعة الإسلامية لايمثل الاولوية العاجلة, واستخدمت لغة مبهمة حول خلفية إسلامية للحكومة, كما سعت إلي تهدئة المخاوف من أنها تسعي إلي السيطرة علي البلاد بالتعهد بالعمل مع الآخرين ومنهم الفصائل الليبرالية. ونقلت الصحيفة عن أعضاء سابقين في الجماعة ومنتقدين لها قولهم أن هذا الجانب المعتد بنفسه يمثل الوجه الحقيي للجماعة, التي تبلغ من العمر82 عاما, الذي اظهره المتشددون الذين اعتصروا المعتدين خلال العقود الماضية وسيطروا علي قيادة الجماعة. وقال الأعضاء السابقون في الجماعة إن هؤلاء المتشددين أكثر صدامية وأكثر تصميما علي فرض التعاليم الإسلامية, واقل ميلا لمشاركة السلطة مع الآخرين. واستشهدت الصحيفة علي تحول موقف الإخوان بتصريحات نائب المرشد العام لجماعة الإخوان خيرت الشاطر في مقابلة مع وكالة الاسوسيتدبرس والتي قال فيها ان القوانين يجب ان تتفق مع الشريعة, وأشار الشاطر إلي ان قانون الخلع علي سبيل المثال يجب ان يراجع. وأوضح العديد من أعضاء الإخوان البارزين ان التهجم المتشدد يعكس تركيبة عقلية الشاطر وقلب قيادة الجماعة التي ظهرت في المقدمة خلال العقدين الماضيين وابعدت المعتدلين, وكان نحو70 من الشخصيات الاصلاحية البارزة قد تركت الجماعة في السنوات الأخيرة الماضية.