أكبر وفدين المانيين يزوران مصرخلال الاسبوع الحالى وحتى 18 من ابريل ، يضم الوفدان اكثر من 180 من رجال الاعمال وممثلى كبريات الشركات الالمانية الى جانب بعض السياسيين من اعضاء البرلمان الالمانى واعضاء برلمان ولاية بافاريا .. الوفد الأول وصل القاهرة لمدة 3 أيام برئاسة وزير الشئون الاقتصادية فى ولاية بافاريا فرانز يوزيف بشيرر ويضم اكثر من 30 عضوا من ممثلى ورؤساء الشركات البافارية واعضاء برلمان الولاية ورودنشتوك نائب رئيس جمعية الصداقة الالمانية العربية، اما الوفد الثانى يصل القاهرة 16 ابريل وتستمر زيارته لمدة 3 أيام ، ويرأسه الدكتور زيجمار جابرييل نائب المستشارة ميركل وزير الاقتصاد والطاقة و زعيم الحزب الديمقراطى الاشتراكى ثانى اكبر الاحزاب الالمانية والشريك فى الائتلاف الحاكم . والسؤال لماذا هذا الاهتمام الكبير بمصر من قبل الشركات والسياسيين الالمان فى هذا التوقيت بالذات ؟ وما هى فرص التعاون الاقتصادى المشترك و هل تبحث الشركات الالمانية عن مجرد « زبائن « جدد لمنتجاتها ام ان الامر لا يخلو من رسائل اخري ؟ وكيف يمكن ان يستفيد الاقتصاد المصرى من توسيع العلاقات مع الجانب الالمانى .. وهل هناك فرص حقيقية لذلك ؟ المؤكد ان الشركات الالمانية تبحث عن فرص جديدة للتصدير والاستثمار خاصة ان التصدير يمثل محورا رئيسيا يرتكز عليه الاقتصاد الالمانى لمواصلة النمو، فيما تخيم بوادر الركود على الاقتصاد الالمانى والاوروبى عموما ، وعلى الجانب الاخر تمثل السوق المصرية سوقا واعدة كبيرة للمنتجات الالمانية خاصة ومصر تتجه الى مشروعات ضخمة فى البنية الاساسية والطاقة وحول قناة السويس الجديدة . ولكن استعراض برامج زيارة الوفدين الالمانيين الى مصرقد توضح الصورة اكثر وتجيب على جزء من التساؤلات المطروحة : فبرنامج زيارة الوفد البافارى يتضمن لقاءات مع رجال اعمال مصريين وزيارات الى بعض المشروعات العملاقة فى مصر مثل محور قناة السويس ومحطة توليد الكهرباء ببنى سويف والتى تقوم شركة سيمنز الالمانية البافارية بتوريد مكوناتها فى اطار اضخم عقد فى تاريخ مصر لانشاء 3 محطات عملاقة لتأمين احتياجات مصر من الكهرباء كم يتضمن البرنامج لقاء الوفد مع المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء، واذا اضفنا تصريحات رئيس الوفد البافارى بيشرر بمجرد وصوله الى القاهرة والتى قال فيها ان مصر سوقا واعدة ونريد ان نستفيد من هذه السوق الكبيرة خاصة فيما يتعلق بالمشروعات العملاقة والتى فتحت شركة سيمنز شهية الشركات الالمانية الاخرى للاستفادة من هذه الفرص ولكن على الجانب الآخر فإن الشركات البافارية تستهدف ايضا توجيه رسالة واضحة وهى وقوفها الى جانب مصر فى هذه المرحلة ومساعدتها على تجاوز التحديات الصعبة على اساس ان استقرار مصر يعنى استقرار كل منطقة الشرق الاوسط . اما فيما يتعلق بزيارة نائب المستشارة وزير الاقتصاد والطاقة الدكتور زيجمار جابرييل على رأس وفد ضخم يضم اكثر من 150 من ممثلى الشركات الالمانية واعضاء البرلمان والهيئات والمؤسسات الالمانية فهى ايضا تأتى لاستكشاف فرص الاستفادة من السوق المصرية . وفى هذا الاطار تشهد القاهرة اكبر تجمع لرجال الاعمال والمسئولين من مصر والمانيا 18 ابريل الحالى حيث تعقد لجنة التعاون الاقتصادى المشتركة بين البلدين بمشاركة الدكتور زيجمار جابرييل والوفد الالمانى المرافق الذى يتكون من 150 من ممثلى الشركات والهيئات الاقتصادية الالمانية ومعهم ايضا رئيس غرفة الصناعة والتجارة الالمانية العربية اولريش هيرمان هوث ومن الجانب المصرى يشارك وزراء التجارة والصناعة والكهرباء والتموين والسياحة ورئيس اتحاد الغرف التجارية احمد الوكيل ورئيس اتحاد الصناعات المصرية المهندس محمد السويدى والدكتور نادر رياض رئيس مجلس الاعمال المصرى الالماني، ويتضمن جدول اعمال المنتدى الاقتصادى جلسات عمل لمناقشة مستقبل التعاون بين البلدين فى قطاعات الطاقة والصناعة والبنية الاساسية والسياحة والنقل واللوجيستيات . الدكتور راينر هيريت المدير التنفيذى للغرفة الالمانية العربية للصناعة والتجارة بالقاهرة يؤكد ان الاهتمام الالمانى بمصر فى هذه المرحلة يرجع الى عدة محاور اهمها استمرار زيادة التجارة البينية حيث ارتفعت الصادرات الالمانية الى مصر بنسبة 25 % خلال العام الماضى لتصل الى حوالى 3 مليارات و354 مليون يورو فيما ارتفعت الصادرات المصرية لالمانيا بنسبة 14 % لتصل الى مليار و734 مليون يورو، وهذا يعكس ثقة المصريين فى المنتجات الالمانية وكذلك زيادة جودة المنتجات المصرية خاصة فى قطاع السلع الزراعية والمنتجات الغذائية، ويؤكد هيريت ايضا على اهتمام الجانب الالمانى بزيادة الاستثمارات فى السوق المصرية للمساهمة فى توفير المزيد من فرص العمل للشباب المصريين وهذا بدوره يسهم بفاعلية فى قدرة مصر على تجاوز مرحلة التحول الديمقراطى والاستقرار خاصة انه يوجد فى مصر حوالى 70 مشروعا استثماريا للشركات الالمانية توفر اكثر من 23 الف فرصة عمل للمصريين، والفرص مهيأة لمزيد من الاستثمارات والتعاون المشترك فى المرحلة المقبلة وهذه رسالة واضحة تحملها زيارات الوفود الألمانية لمصر خلال هذه الفترة .