أصبحنا نعاني الانفلات الأخلاقي، وقد كثرت زلات اللسان حتي طالت بعض الإعلاميين وضيوف برامج التوك شو، وامتد ذلك أيضا إلي مسئولين كبار وتسبب ذلك في إبعاد بعضهم، ومن المعروف أن جوارح الإنسان لها مزالق شديدة، فإذا أطلق الإنسان لها العنان دون ضوابط فإنها تصول وتجول في أرض واسعة من الفساد والانحراف. واللسان جارحة إذا انطلقت تورد صاحبها موارد الهلاك. وفي القرآن الكريم «وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم»إن الشيطان كان للأنسان عدوا مبينا صدق الله العظيم، [الآسراء (53)] وفي الحديث الشريف «وهل يكب الناس علي وجوههم فى النار إلا حصائد ألسنتهم». بل إن رسول الله صلي الله عليه وسلم وصف من أتم صلاته وصيامه وزكاته ولكنه سب هذا ولعن وشتم ذاك، وصفه بالمفلس يوم القيامة، والمسلم ليس بطعان ولا لعان، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، وقد حدد رسول الله الهدف من بعثته بقوله (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) لذلك نقول إن العاقل هو من يعمل ليحمل زاده من حلو الكلام واستقامة اللسان حتي لا يصبح مفلسا وعدوا لنفسه. د. أحمد عصمت محمد أسيوط