حاولت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الإجابة على السؤال الرئيسى فى أعقاب تفجيرات بروكسل الأخيرة، بتفسير الأسباب التى جعلت من بلجيكا هدفا لأحدث هجمات تنظيم داعش. وأوردت الصحيفة ما اعتبرته أسبابا رئيسية حولت بلجيكا إلى مركز لأنشطة الشبكات الإرهابية فى قارة أوروبا، وركزت على توضيح أن بلجيكا تعد الأولى غربيا من حيث أعداد أبناء الجالية المسلمة التى غادرت أراضيها للمشاركة فى العمليات القتالية فى سوريا، بإجمالى 470 شخصا منذ بداية النزاع فى سوريا، بواقع 45 شخص مقابل كل مليون من إجمالى تعداد سكانها المقدر ب 11 مليون شخص، ويشكل الرقم ثلاثة أضعاف عدد المسلمين الأمريكين الذين حاولوا مغادرة الولاياتالمتحدة إلى سوريا، وضعف نصيب فرنسا من العناصر القتالية المشاركة فى النزاع ذاته. وتعد حركة المقاتلين من وإلى سوريا، من أبرز مسببات تحول بلجيكا إلى مركز لعمليات "داعش"، فقد تم رصد عودة حوالى 118 مقاتلا بلجيكيا، ضمن عدد كبير من المقاتلين العائدين إلى أوروبا والذين ساعدوا فى تشكيل مراكز لنشاط التنظيم فى الغرب. ويشير التقرير إلى ثالث العوامل والمتعلقة بتحول بعض أحياء العاصمة بروكسل، وفى مقدمتها "مولينبيك" إلى مركز لتجنيد العناصر المتطرفة، حيث كشفت التحقيقات عن تورط عدد من أبناء هذه المناطق فى تفجيرات باريس التى أودت بحياة 130 شخص نهاية العام الماضي. ونقلت الصحيفة عن دانيل بينجامين، مسئول سابق عن مكافحة الإرهاب فى وزارة الخارجية الأمريكية، تأكيداته بأن "داعش" نجح فى إرساء بنية تحتية متطورة فى بلجيكا لإدارة عملياتها فى أوروبا. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن بلجيكا كانت من أوائل الدول الأوروبية والغربية التى نالتها ضربات تنظيم " داعش"، حيث تم الاعتداء بإطلاق النيران على المتحف اليهودى هناك قبل عامين مما أسفر عن سقوط أربعة قتلى.