د. سلطان القاسمى ل «الأهرام»:

تجديد الخطاب الدينى بالتثقيف والارتقاء بالعقل

أكد الدكتور سلطان القاسمى عضو المجلس الأعلى وحاكم الشارقة أن ما تمر به المنطقة العربية من مخاطر ليس فقط فى أرواح الناس ولا فى مقدراتهم فقط بل تمر المنطقة العربية حاليا بعدد من المآسى والمحن فى تراثنا وقيمنا حتى وصل الأمر إلى لغتنا العربية لذلك لابد أن تتضافر الجهود والعمل الجماعى للوصول بالثقافة العربية والتعريف بها فى المحافل الدولية وذلك بالحوار الهادئ بعيدا عن المغالاة.
وأضاف القاسمى فى تصريحات خاصة ل «الأهرام» لابد أن نقترب بعضنا من بعض حتى نستطيع أن نحافظ على اللغة العربية وقيمها لذلك سوف يكون هناك تعاون مشترك ومباشر مع الجامعة العربية ينتج عنه إقامة دورات التواصل مع المدارس والحكومات والوزارات وحتى مع الجامعات فى الدول العربية لتثبيت وتدعيم اللغة العربية وسوف يكون هذا العمل خالصا لوجه الله تعالي.
وقال حاكم الشارقة أن العالم العربى لم ينجح فى تجديد الخطاب الديني، فالخطاب الدينى لابد أن يكون خطابا مدروسا نفسيا وليس فقط لغويا لأن هذه العقول التى امتلأت بالخزعبلات و امتلأت بهذا الحقد الدفين الذى نراه فى كل مكان، هذا يستوجب إملاء العقول بالكلام الطيب وهو كلام الله سبحانه وتعالي، وكذلك التثقيف والارتقاء بالعقل البشرى إلى الدرجة أنه هو نفسه يمنع أن يدخل عليه هذا الغث الخطير، ومحاربة الفكر المتطرف من خارج العقل لا تفيد لذا وجب أن تكون مواجهة ومحاربة هذا الفكر من داخل العقل الذى امتلأ به من تلك الأفكار الظلامية الهدامة، وعكس الوجه المشرق والحضارى للدين الإسلامى بعيدا عن التزمت والتطرف.
وشدد القاسمى عضو المجلس الأعلى وحاكم الشارقة على أهمية التعاون المشترك بين الشارقة ومصر فى كافة المجالات سواء بالوزارات أو المؤسسات، فالشارقة لا تتأخر عن مصر، مشيرا إلى انعقاد مهرجان التراث المصرى فى الشارقة فى مارس الجارى ضمن برنامج أسابيع التراث العالمى وتحت شعار تراث العالم فى الشارقة، حيث نستضيف مصر هذا الشهر لما لها من حضارة عريقة تعد من أقدم حضارات العالم، حيث يهدف المهرجان للتفاعل والتواصل مع مصر لتبادل التجارب والخبرات بما يسهم فى الحفاظ على التراث وضرورة صونه ونقله للأجيال القادمة، مع التعاون المثمر والفعال بين الشارقة ومصر من خلال معرض الشارقة الدولى للكتاب.
وقد شهد الشيخ الدكتور سلطان القاسمى حاكم الشارقة والعضو الفخرى بمجمع اللغة العربية صباح أمس الجلسة الافتتاحية لمؤتمر مجمع اللغة العربية فى دورته ال 82 والذى يستمر لمدة أسبوعين تحت عنوان «واقع اللغة العربية فى المجتمعات العربية : الأسباب والمواجهة».
وأعلن سلطان القاسمى خلال الجلسة عن افتتاح المجمع اللغوى بالشارقة بعد موافقة المجمع العلمى بالقاهرة والمجامع العربية واتحاداتها وتعهد أن يتكفل هذا المجمع بجميع احتياجات المجامع العربية أينما كانت وأولها القيام بتمويل إصدار القاموس اللغوى التاريخى وكل ما يتعلق به.
وأكد فاروق شوشة الأمين العام للمجمع أن اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية ما هو إلا واحدة من ثمرات العطاء للشيخ سلطان القاسمى الذى لا يتوقف عن العطاء فى كافة المجالات خاصة الثقافية والتراثية.
وأشار إلى أن مجمع اللغة العربية يقترب من حقيقة مشكلات واقعنا اللغوى والذى لا يكتفى بالأبحاث النظرية أو التطلعات الرومانسية للمستقبل حيث يعمل جاهدا من خلال المؤتمر أن يكون إضافة جادة لمواجهة مشاكل الواقع اللغوى العربي، حيث سيبحث المؤتمر موقف المجامع اللغوية العربية من شيوع العامية والإنجليزية ، والتعليم فى المرحلة الابتدائية وآفاق المستقبل، وتعريب العلوم وتطوير المعاجم العلمية والمجامع واللغة العربية فى المجتمع العربى ولغة الإعلام المعاصر وسلامة العربية.
ومن جهته، أكد الدكتور حسن الشافعى رئيس مجمع اللغة العربية أن القرار الجمهورى بمنح الشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة العضوية الفخرية للمجمع هو الأول من نوعه فى تاريخ المجمع الذى يمثل الوحدة الفكرية والثقافية لهذه الأمة.
وأشار د. الشافعى إلى أن مشكلة تقلص اللغة العربية على ألسنة الناشئين والدارسين العرب تعود إلى ظروف التربية والتعليم وانتشار الحضانات والتعليم الأجنبى والعديد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية.
وأكد أن المجمع بدأ فى معجم اللغة العربية التاريخى وإعداد المكتبة الورقية والرقمية.