استهل الاتحاد البرلمانى الدولى أعمال جلسته العامة الاولى أمس بدعوة الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب لإلقاء كلمة مصر أمام الاتحاد، وذلك تقديراً لدور البرلمان المصرى فى مجال الدبلوماسية البرلمانية وقال عبد العال: إن مصر تستأنف عضويتها فى الاتحاد البرلمانى الدولى ببرلمان يمثل اطياف المجتمع المصرى كافة، بتشكيلة لم تشهدها الحياة التشريعية المصرية ذات المائة والخمسين عامًا مشيرا الى أن مصر لم تكن بعيدة عن الاهتمام العالمى بشأن مشاركة الشباب فى العملية السياسية، التى تأكدت أهميتها بعد ثورتين شعبيتين كان للشباب المصرى دور واضح فيهما، وعكستا الحاجة الملحة إلى ضرورة إدماج الشباب فى الحياة السياسية. كان صابر شودرى رئيس البرلمان الدولى قد استهل أمس أعمال الجلسة الافتتاحية للاتحاد البرلمانى الدولى بإعلان قرار عودة مصر رسميا للمشاركة فى أعمال الاتحاد، ووسط عاصفة من التصفيق والحفاوة من الوفود المشاركة فى اعمال الدورة 134 للاتحاد، دعا تشودرى الدكتور على عبد العال لإلقاء كلمة خلال الجلسة العامة التى عقدت صباح امس. وفى كلمته وجه الدكتور على عبد العال الشكر إلي اعضاء برلمان زامبيا على الجهد الكبير الذى بذلوه لإخراج أعمال الجمعية بالشكل اللائق، و على حسن الاستقبال وكرم الضيافة. واضاف عبد العال « يشرفنى أن أحضر استعادة مقعد مصر التاريخى الذى يقارب المائة عام فى الاتحاد البرلمانى الدولي، ليستعيد البرلمان المصرى دوره التاريخى المعهود فى مجال الدبلوماسية البرلمانية. واشار الى أن الدستور المصرى الصادر فى 2014، حرص على تعزيز مشاركة الشباب فى الحياة السياسية، كما تعددت المبادرات التى تهدف إلى تمكين الشباب اقتصاديًا وسياسيًا، وكانت محصلة ذلك كله أن ارتفع تمثيل الشباب فى مجلس النواب المصرى إلى أعداد غير مسبوقة فى تاريخ الحياة النيابية المصرية، فلأول مرة فى تاريخ الحياة البرلمانية المصرية يشكل الشباب 26% من البرلمان المصري، ليصل عددهم إلى 160 برلمانياً شاباً وشابة عازمين على بناء دولة القانون وعلى ضمان دورهم فى بناء مستقبلهم. وتابع عبد العال افتخر بأن يضم هذا البرلمان اكبر نسبة مشاركة تاريخية للمرأة المصرية، التى ارتفعت من واحد بالمائة فى برلمان 2012 الأخير، إلى أكثر من 16%، وتعتزم القيادة المصرية والبرلمان والحكومة بصدق على تمكين المرأة المصرية سياسيا واقتصاديا بشكل مؤسسى وتشريعي. وقال عبد العال إننى كأستاذ أمضى كل حياته فى خدمة وتدريس القانون الدستوري، أدرك جيدا أن تحصين الوطن وضمان مستقبله لا يتم إلا ببناء دولة القانون، وبسيادة القانون، وبحماية حقوق المواطنين، وأدرك تماما أن الطريق مازال طويلا، ومازال صعبا، ويزيد من صعوبته الظرف الإقليمى الذى تمر به المنطقة، الذى يستهدف هدم أركان الدولة، وتشريد مواطنيها، وتحويلهم إلى لاجئين، وطمس حضارة سبق أن أنارت العالم، وإحلال الإرهاب بدلا من السلام. وأوضح رئيس مجلس النواب أن لمصر ريادة سباقة للسلام فى الشرق الأوسط، منذ أربعة عقود بشجاعة وبقوة لتحقيق السلام، مؤكدا أن الشرق الأوسط لن ينعم بأى سلام دون حل عادل للقضية الفلسطينية، التى هى لب الصراع، وهى العمق التاريخى لازمات المنطقة، فلا مناص من التفاوض، ولا مستقبل لأى دولة كانت إلا بالسلام. وأكد عبد العال أن مكافحة الإرهاب والوقاية من التطرف هى الحرب التى تتعرض إليها مصر، ودول المنطقة والعالم، وهو ما أصدرت على اثره كافة المؤسسات الدولية ومن بينها الأممالمتحدة والاتحاد البرلمانى الدولى العديد من القرارات الدولية , ورغم ذلك فالإرهاب فى ازدياد، وفى انتشار، مشيرا الى أن الوقت قد حان لتحويل الكلمات إلى أفعال كما أعلن الاتحاد البرلمانى فى هانوى فى أبريل 2015، فمكافحة الإرهاب الحقيقية لن تتم إلا بالاصطفاف الدولى الجاد، وبالتنسيق بين السلطات التنفيذية والتشريعية وطنيا ودوليا. وقال عبد العال إن الاتحاد البرلمانى الدولى قد قدم للعالم مع تأسيسه فى 1889 مفهوم الدبلوماسية البرلمانية، التى هى أوسع بكثير وأكثر حرية من الدبلوماسية الحكومية، فالدبلوماسية البرلمانية يمكنها أن تعبر بقوة وببساطة عن رأيها فى كافة المواقف الدولية، داعين الاتحاد البرلمانى الدولى وأعضاءه للاستثمار فى تلك الدبلوماسية فى دعم فرص السلام، وفى خلق قنوات مفتوحة ودائمة للحوار بين أعضائه.