استهل رئيس مجلس النواب ،د.علي عبد العال ،كلمته أمام الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي ، الأحد 20 مارس،بتوجيه الشكر إلى أعضاء برلمان زامبيا على الجهد الكبير الذي بذلوه لإخراج أعمال الجمعية بالشكل اللائق، و على حسن الاستقبال وكرم الضيافة . وأضاف عبد العال " يشرفني أن أحضر استعادة مقعد مصر التاريخيِ الذي يقارب المائة عام في الاتحاد البرلماني الدولي، ليستعيد البرلمان المصري دوره التاريخي المعهود في مجال الدبلوماسية البرلمانية. وقال عبد العال ،إن مصر تستأنف عضويتها في الاتحاد البرلماني الدولي ببرلمان شاب فتي يمثل أطياف المجتمع المصري كافة، بتشكيلة لم تشهدها الحياة التشريعية المصرية ذات المائة والخمسين عامًا ، مشيرا إلى أن مصر لم تكن بعيدة عن الاهتمام العالمي بشأن مشاركة الشباب في العملية السياسية، التي تأكدت أهميتها بعد ثورتين شعبيتين كان للشباب المصري دور واضح فيهما، وعكستا الحاجة الملحة إلى ضرورة إدماج الشباب في الحياة السياسية. وأشار إلى أن عمل الدستور المصري الصادر في 2014 على تعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية جاء انعكاسًا لهذا التوجه، كما تعددت المبادرات التي تهدف إلى تمكين الشباب اقتصاديًا وسياسيًا ، وكانت محصلة ذلك كله أن ارتفع تمثيل الشباب في مجلس النواب المصري إلى أعداد غير مسبوقة في تاريخ الحياة النيابية المصرية، فلأول مرة في تاريخ الحياة البرلمانية المصرية يشكل الشباب 26 % من البرلمان المصري، ليصل عددهم إلي 160 برلمانياً شاباً وشابة عازمين علي بناء دولة القانون وعلي ضمان دورهم في بناء مستقبلهم. وتابع عبد العال " افتخر بأن يضم هذا البرلمان اكبر نسبة مشاركة تاريخية للمرأة المصرية، التي ارتفعت من واحد بالمائة في برلمان ٢٠١٢ الأخير، إلي أكثر من 16 % ، وتعتزم القيادة المصرية والبرلمان والحكومة بصدق علي تمكين المرأة المصرية سياسيا واقتصاديا بشكل مؤسسي وتشريعي". وقال عبد العال " إننى كأستاذ أمضى كل حياته في خدمة وتدريس القانون الدستوري، أدرك جيدا أن تحصين الوطن وضمان مستقبله لا يتم إلا ببناء دولة القانون، وبسيادة القانون، وبحماية حقوق المواطنين، وأدرك تماما أن الطريق مازال طويلا، ومازال صعبا، ويزيد من صعوبته الظرف الإقليمي الذي تمر به المنطقة، الذي يستهدف هدم أركان الدولة، وتشريد مواطنيها، وتحويلهم إلي لاجئين، وطمس حضارة سبق أن أنارت العالم، وإحلال الإرهاب بدلا من السلام. وأوضح رئيس مجلس النواب أن لمصر ريادة سباقة للسلام في الشرق الأوسط ، منذ أربعة عقود بشجاعة وبقوة لتحقيق السلام , مؤكدا أن الشرق الأوسط لن ينعم بأي سلام دون حل عادل للقضية الفلسطينية، التي هي لب الصراع، وهي العمق التاريخي لازمات المنطقة، فلا مناص من التفاوض، ولا مستقبل لأي دولة كانت إلا بالسلام. وأكد عبد العال أن مكافحة الإرهاب والوقاية من التطرف المعنف هي الحرب التي تتعرض إليها مصر، ودول المنطقة والعالم، وهو ما أصدرت على أثره كافة المؤسسات الدولية ومن بينها الأممالمتحدة والاتحاد البرلماني الدولي العديد من القرارات الدولية , ورغم ذلك فالإرهاب في ازدياد، وفي انتشار، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لتحويل الكلمات إلي أفعال كما أعلن الاتحاد البرلماني في هانوي في أبريل ٢٠١٥، فمكافحة الإرهاب الحقيقية لن تتم إلا بالاصطفاف الدولي الجاد، وبالتنسيق بين السلطات التنفيذية والتشريعية وطنيا ودوليا. وقال عبد العال إن الاتحاد البرلماني الدولي قد قدم للعالم مع تأسيسه في ١٨٨٩ مفهوم الدبلوماسية البرلمانية، التي هي أوسع بكثير وأكثر حرية من الدبلوماسية الحكومية، فالدبلوماسية البرلمانية يمكنها أن تعبر بقوة وببساطة عن رأيها في كافة المواقف الدولية، داعين الاتحاد البرلماني الدولي وأعضاءه للاستثمار في تلك الدبلوماسية في دعم فرص السلام، وفي خلق قنوات مفتوحة ودائمة للحوار بين أعضائه.