عكست قمة العالم السياحية المعروفة ببورصة برلين الدولية للسياحة الحاجة الماسة والملحة لاتخاذ قرارات جريئة ترقى الى مستوى الأزمة التى يعيشها هذا القطاع الذى يكاد يلفظ انفاسه الأخيرة.. الأمر أصبح جد خطير وعلى الدولة أن تتنبه الى ان تأثير تراجع الحركة السياحية الى هذا المستوى غير المسبوق سيؤدى بنا الى الدخول فى نفق مظلم عرفنا بدايته ولكن للأسف لن نعرف نهايته..لابد لنا أن ننتبه ونتصرف سريعا قبل ان تسقطنا الدول الكبرى المصدرة للحركة السياحية من حساباتها ..وحينها سوف نحتاج الى سنوات وسنوات حتى نستعيدها مرة أخرى. وقد سبق لنا وأن تناولنا على صدر هذه الصفحات خلال الشهور الماضية القضايا التى أدت بنا الى الوصول الى هذا النفق..وطالبنا الحكومة بأن تتحرك سريعا لمواجهتها والعمل على حلها حفاظا على هذه الصناعة ومنعها من الانهيار..ولكن التباطؤ فى معالجتها أدى إلى إهدار أكثر من 30 مليار دولار وفقدان الآلاف لوظائفهم. الصورة الذهنية الأمر تعدى منح المستثمرين تيسيرات لسداد مستحقات الدولة السيادية من مياة وكهرباء وضرائب..فقد أصبحت الصورة الذهنية لمصر فى الخارج غير جيدة وأصابتها بعض الرتوش التى دفعت بالسائحين الى تغيير وجهة سفرهم الى دولا إخرى أكثر أمانا واستقرارا..وهنا يجب على الدولة بجميع أجهزتها أن تتحرك سريعا من أجل تحسين هذه الصورة التى نجح الإعلام الغربى فى تشويهها مدفوعين بأغرض سياسية تهدف لعرقلة مسيرتنا نحو مستقبل أفضل ومنعنا من بناء اقتصاد قوى يحقق الرفاهية للشعب المصرى. وأكدت اللقاءات العديدة التى عقدها هشام زعزوع وزير السياحة ونظمها بمهنية مدير مكتب هيئة تنشيط السياحة ببرلين تامر مرزوق ..مع منظمى الرحلات وشركات الطيران ووسائل الإعلام المختلفة ..ان الصورة السلبية التى تكونت عن مصر خلال السنوات الخمس الماضية دفعت شركات الطيران ومنظمى الرحلات الى توجية رحلاتهم الى دول أخرى..هذه الحقيقة المؤلمة نتجت عن اهمالنا فى تنظيم حملات وفعاليات لتوضيح الصورة الحقيقية عما يدور فى مصر من أحداث سياسية وافتقادنا وضع استراتيجية علمية لمواجهة الهجمة الشرسة التى تدور وقائعها على صفحات الجرائد والفضائيات. ولعل ذلك ما دفع وزير السياحة لعقد لقاء بين كبار مستثمرى السياحة والشركة المسئولة عن الحملات الترويجية لمصر فى 27 دولة..قامت الشركة خلالة بعرض استراتيجيتها للحملات الدعائية والتسويقية..وقد أبدى قطاع السياحة اعتراضات عديدة على هذه الإستراتيجية التى وصفوها بعدم المهنية وافتقارها الى دراسة سوق حقيقية. كنترول ريسك ولكن الحكومة هنا ضربت عرض الحائط بتجارب العديد من الدول وتعاقدت مع شركة إنجليزية «كنترول ريسك» لمجرد القيام بتقييم الإجراءات الأمنية فى مطارات الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم..وذلك على الرغم من وجود العديد من التقارير «المجانية» التى أصدرتها الوفود الأمنية من دول العالم المختلفة وعلى رأسها ألمانيا وروسيا وإنجلترا عقب زياراتها المتكررة لمطاراتنا منذ سقوط الطائرة الروسية وحتى الآن! وهنا وعد الوزير زعزوع أن يتم الإعلان رسميا خلال الأول من آبريل المقبل عن تأسيس شركة مصرية لتآمين المطارات إلا ان هذا الإجراء ليس كافيا، وعلى الحكومة أن تتخذ قرارا شجاعا بالاستعانة بشركة أجنبية متخصصة ذات سمعة عالمية «لمشاركة» الشركة المصرية المزمع انشاؤها. المستثمرون والوزير ألقت أزمة السياحة الناتجة عن تراجع نسب الأشغال بصورة غير مسبوقة ..بظلالها على العلاقة بين وزير السياحة هشام زعزوع والمستثمرين من أصحاب الفنادق وشركات السياحة..حيث يتهمون الوزير بالعزف منفردا ويدير القطاع بافكاره التى يرون انها ليست على مستوى الازمة.. والوزير يرى انهم يعطلون مسيرة العمل ولايبدون اى تعاون معه..وقد دعاهم فى أثناء اللقاء مع شركة «جى دبليو تى»الى العمل سويا من أجل التغلب على هذه الأزمة.. وبين هذا وذاك تترنح صناعة السياحة فى مصر وتستغيث فلا مجيب. وهنا أود أن أشير الى اننى قد وجهت الدعوة لوزير السياحة خلال الشهور الماضية لعقد لقاءات مكثفة مع أصحاب الفنادق بجميع المقاصد السياحية المختلفة بعد رصدنا لحالة الاحتقان الموجودة لديهم..وأن يستعين بخبرة كبار رجال السياحة خاصة الذين لهم شراكة مع منظمى الرحلات فى دول العالم المختلفة ويسهمون بأكثر من 70% من الحركة السياحية الوافدة الى مصر..لوضع استراتيجية السياحة خلال الفترة المقبلة..وقد عكست الخلافات التى دبت بينهم خلال اللقاء مع شركة «جى دبليو تى» حجم الفجوة بين الطرفين. وهنا أقول إنه على الجميع ان ينحى الخلافات جانبا وان يتعاون من أجل مصر التى اعطت للجميع دون استثناء.. من اجل 4.5 مليون عامل لا يجدون الآن قوت يومهم.. من أجل تقوية الأقتصاد وعودة الدولار الذى يوفر للشعب احتياجاته من اجل القمح و«رغيف العيش». أزمة حنطور الأقصر هذه الحالة الضبابية هى ما دفعت أيضا بعض صفحات التواصل الأجتماعى والفضائيات لتصيد بعض كلمات وزير السياحة أثناء فعاليات الليلة المصرية ببرلين.. حيث وصف خلال سردة لحوارا دار بينه وبين صاحب «حنطور» يوضح معاناة أهل الأقصر بعد تراجع الحركة السياحية..كان من الممكن أن تمر تعبيرات الوزير التى وصفها البعض «بتسول» عطف الألمان لزيادة الحركة السياحية الى مصر بسلام دون أن يلاحظها أحد..ولكن نتيجة لحالة الأحباط و الشعور بعدم مساندة الحكومة للقطاع تم تفسير قصة الوزير ووصفها بهذا الوصف الذى اعتبرة البعض إهانة للمصريين جميعا تستوجب إقالة الوزير..فى حين انه قام خلال بورصات سياحية سابقة بإتباع نفس الأسلوب ونفس الجمل ونفس الكلمات ولم يعترض عليه أحد!! 3 حفلات لفنانين عالميين قام عمرو اسماعيل بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة وشركة « إى تى أى» الألمانية بتنظيم ثلاث حفلات كبرى على هامش بورصة برلين الدولية للسياحة للمطرب الأمريكى «روجر سانشيز» الحائز على جوائز عالمية و الفنان الفرنسى «ديفيد فنديتا» واختتمت الفعاليات بالفنان الفرنسى «كونتين موزيمان» صاحب جائزة «ذا فويس» وقد شهدت هذه الحفلات حضورا مكثفا من شركات السياحة الألمانية وشركات التجزئة «الريتيلار» والتى تتصل بالسائحين بمباشرة. مشاركات رسمية شارك فى فعاليات البورصة الدكتور خالد المناوى رئيس غرفة شركات السياحة والذى أكد حرص الغرفة على الوجود حتى لا تغيب صورة مصر عن هذه الفعاليات الدولية المهمة، مشيرا الى ان الإقبال الضعيف جاء نتيجة للأزمة التى تمر بها مصر ودول الشرق الأوسط، كما حضر محمد ايوب رئيس غرفة الفنادق ومحمد عبد الجبار رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة، وهيثم نصار نائب لرئيس اتحاد الغرف السياحية.