أثارت التصريحات التى ألقاها بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة السبت الماضى حول وجود المغرب فى الصحراء المغربية كقوة محتلة، ردود فعل غاضبة واستياء شديدا داخل الأوساط المغربية. حيث شارك عشرات الآلالف من المغاربة فى مسيرات فى شوارع العاصمة للاحتجاج على موقف كى مون، وإعلان التأييد للملك محمد السادس. ومثلت المظاهرات تعبيرا هائلا عن الغضب الذى يشعر به المغاربة، وشجعت الأحزاب السياسية أفراد الشعب على المشاركة فيها. واتهمت الرباط الأمين العام للأمم المتحدة بأنه لم يعد محايدًا فى نزاع الصحراء الغربية، قائلة إنه استخدم كلمة «احتلال» لوصف وجود المغرب فى المنطقة التى يدور حولها نزاع منذ عام 1975. وذلك خلال زيارته لمخيم للاجئين الصحراويين قرب تندوف، وهو ما يتعارض مع توصيف المنظمة الدولية لقضية الصحراء. ثم جاء رد الحكومة المغربية الليلة قبل الماضية على التصريحات التى اعتبرتها مسيئة بتخفيض عدد العاملين ببعثة الأممالمتحدة فى الصحراء الغربية، وهددت بالانسحاب من بعثات المنظمة الدولية لحفظ السلام واعترفت الأممالمتحدة بأن بان كى مون استخدم هذا الوصف، وقالت فى بيان لها أنه وقع سوء فهم بشأن استخدام كلمة «احتلال»، مشيرة إلى أنها صدرت كرد فعل شخصى على الظروف الإنسانية البائسة، التى يعيش فيها اللاجئون الصحراويون منذ وقت طويل جدًا. وبعد خروج هذه المظاهرات الحاشدة أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة وزير خارجية المغرب أنه يشعر بغضب وخيبة أمل فى الرباط، وقال إن هذه التظاهرات كانت هجومًا شخصيًا عليه بسبب تعليقاته بشأن الصحراء الغربية المتنازع عليها. وقال المكتب الصحفى للأمين العام للأمم المتحدة فى بيان بلهجة صارمة غير معتادة إن كى مون نقل اندهاشه من البيان الذى صدر مؤخرًا عن حكومة المغرب، وعبر عن خيبة أمل وغضب عميقين فيما يتعلق بالمظاهرة التى جرى تعبئتها ، والتى استهدفته شخصيًا. وبدأت أزمة الصحراء الغربية قبل انسحاب الاستعمار الإسبانى منها عام 1975، إذ طالب المغرب باسترجاع الصحراء الغربية من الاحتلال الإسبانى معتبرا أن الصحراء الغربية جزء من أراضيه، وخلال المفاوضات الإسبانية مع المغرب طالبت موريتانيا بجزء من الصحراء بدعوى أن للسكان تقاليد شبيهة بالتقاليد الموريتانية، بينما أعلنت جبهة البوليساريو إقامة دولة جديدة منفصلة فى منطقة الصحراء الغربية، وذلك فيمايعرف بالجمهورية العربية الصحراوية. تبلغ مساحة الصحراء الغربية (266) ألف كيلومتر مربع، وتنقسم إلى قسمين هما: الساقية الحمراء شمالا، ووادى الذهب جنوبا. وتطالب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر ودول إفريقية أخرى بإجراء الاستفتاء الذى تضمنه اتفاق وقف إطلاق النار لتقرير مصير المنطقة، لكن المغرب يقول إنه لن يعرض أكثر من حكم ذاتى للمنطقة الغنية بالثروة السمكية والفوسفات.