كشفت مناقشات المؤتمر السنوى لقسم الأمراض الصدرية بطب الأزهر المنعقد برئاسة د.إبراهيم عبد الفتاح، العديد من المشاكل المتعلقة بمرض حساسية الصدر في الكبار والصغار وكذلك الجديد فى تشخيص وعلاج أمراض السدة الشعبية المزمنة والفشل التنفسى وأورام الرئة حيث تحدث د.محمد صدقى الأستاذ بطب جامعة الأزهر وسكرتير عام المؤتمر، عن النوع الجديد من البخاخات لعلاج الحالات الشديدة من حساسية الصدر وغير المستجيبة للعلاج بالكورتيزون الموضعى وموسعات الشعب الهوائية طويلة المفعول. ويحقق النوع الجديد تحسنا في الأعراض وتوسعة للشعب الهوائية ورفع وظائف الرئة إلي نحو 20-30%. كما تقلل من حدوث انتكاسة الحساسية بنحو 25% بالمقارنة بالعلاجات المتعارف عليها. إلى جانب سهولة استخدامها بما يساعد فى توصيل أكبر قدر من المادة الفعالة إلى الشعيبات الصغيرة بالرئة. ويشير د.صدقى إلى أن نحو 50% من مرضي الحساسية لا يستجيبون للعلاج، إما بسبب ارتفاع تكلفة الدواء أو الخوف من تناوله نتيجة معلومات مغلوطة عن مخاطر الكورتيزون، علما بأن البخاخات هى علاج موضعى لايسبب أى آثار جانبية، وتمتد الأسباب لتشمل عدم أخذ الدواء بشكل صحيح أو التوقف عنه فور الشعور بتحسن الحالة، مؤكدا ضرورة الانتباه لمعالجة الأمراض الأخرى المصاحبة لحساسية الصدر مثل حساسية الأنف، والتى من شأنها إعاقة تحسن الحالة، كذلك الامتناع عن تناول الطعام قبل النوم تجنبا للمعاناة من الحموضة وارتجاع المرئ الذى يصيب 40% من مرضى الحساسية. ومن جانبه نصح د.مجدى أبو ريان الأستاذ بطب الإسكندرية مرضى الحساسية بضرورة استشارة الطبيب قبل ركوب الطائرة وبخاصة من يعانون من نوبات الحساسية الشديدة لإجراء اختبر تشبع الدم بالأكسجين تجنبا للتعرض لأزمات التنفس مع نقص الأكسجين عند الارتفاع فى الجو. وأشار د.مصطفى الشاذلى الأستاذ بطب القاهرة إلى بروتوكولات علاج الفشل التنفسى الحاد الناتج عن الالتهابات الرئوية الشديدة أو إصابات الحوادث، وأهمية استخدام التنفس الصناعى فى علاج الفشل التنفسى. أما د.حسين فتحي أستاذ الأمراض الصدرية بمستشفي صدر العباسية، فتحدث عن تشخيص وعلاج أورام الرئة، والتى تأتى صامتة بدون أعراض وتكتشف بعدما يتمكن الورم من الرئتين. مؤكدا على أهمية الاكتشاف المبكر فور شكوى المريض من الكحة المصحوبة ببلغم لمدة اسبوعين متتالين، أوعند خروج دم مع البصاق أو وجود ألم فى الصدر وبخاصة إذا كان الشخص مدخنا. ويبدأ التشخيص كما يوضح د.حسين بالفحص البسيط بأشعة الصدر للتأكد من وجود الورم وفي حالة اكتشافه يتم اللجوء إلى الأشعة المقطعية بالرنين المغناطيسى لتحديد نشاط الورم وهل هو حميد أم خبيث. واستعرض د.جمال ربيع الأستاذ بطب أسيوط بعض الحالات الإكلينيكية النادرة والمستعصية ودور التشخيص بالأشعة المقطعية والتليفزيونية، موضحا دور الأشعة التليفزيونية فى تشخيص أمراض الصدر مثل التهابات الغشاء البلورى والتليف الرئوى وجلطات الرئة وحالات الانسكاب البلورى الهوائى. على الجانب الآخر ناقش المؤتمر الدولى الواحد والخمسون لجمعية الإسكندرية للحساسية والمناعة، أن استخدام علاجات مضادات "الاسيتايل كولين" فى علاج حساسية الصدر الصعبة وتحدث د.سمير خضر أستاذ الحساسية والمناعة ورئيس الجمعية والمؤتمر عن الإرشادات الدولية لاستخدام علاجات مضادات "الاسيتايل كولين" فى علاج حساسية الصدر الصعبة فى المرحلة الرابعة والخامسة، وأوضح د.سامى بهنا أستاذ أمراض الحساسية والمناعة بجامعة لويزيانا بالولايات المتحدة أن بعض عقاقير الحساسية قد تؤدى لحدوث حساسية لبعض المرضى، مثل مضادات الهيستامين ومشتقات الكورتيزون، وقد لا يدرك الطبيب أن سوء حالة المريض نتيجة التفاعل مع هذا العلاج، الذى قد يحدث مع الجرعات الصغيرة من الدواء،وقد يقوم الطبيب بزيادة الجرعة وبالتالي زيادة أعراض الحساسية، التى تظهر فى صورة طفح جلدي أو ضيق بالتنفس أو صدمة لعدة أجهزة في الجسم تؤثر علي الدورة الدموية والتنفس والقلب. وأكد د.رؤوف أمين رئيس قسم الأمراض الصدرية بمستشفى سنستى للأطفال بالولايات المتحدة أن الأبحاث الحديثة كشفت أن المرضى الذين يعانون حساسية الصدر المصاحب بمرض توقف التنفس أثناء النوم، يكونون أقل استجابة لعلاجات الحساسية. كما ناقش مرض التليف التكيسى- أحد الامراض الوراثية الذى يصيب الرئتين والبنكرياس والكبد والأعضاء التناسلية، ويتم السيطرة على المرض ببعض مضاد الالتهابات، وفى مصر يتم علاج المرض بمستشفى أطفال أبو الريش. وحول الإرشادات الدولية لعلاج مرض التهاب المريء الحمضى وعلاقته بحساسية الأطعمة - وهو مرض مزمن نتيجة خلل في الجهاز المناعى وينتشر فى حوالى 5٪ من الأطفال و2٪ من الكبار- أوضحت الدكتورة أمال أسعد أستاذ طب الأطفال بالولايات المتحدة، أنه يحدث بسبب التعرض للأطعمة التى تسبب الحساسية أو الحساسية للبيئة، وتظهر أعراضه بالطفح الجلدى أو ورم الوجه أو القئ أو الإسهال أو الأزمة الصدرية، وأشهر الأطعمة المسببة للحساسية فى مصر هى اللبن والبيض، وحذرت من تشخيص حساسية الطعام على أساس اختبارات جلدية أو اختبارات الدم فقط، دون تاريخ تعاطى الطعام أو حدوث أعراض مرضية عند تعاطى الطعام، ويكون العلاج بتجنب الأطعمة المسببة للحساسية.