حاسمة تلك اللحظات التى يعيشها الوطن ..متغيرات من حولنا متدفقة ومتلاحقة ..ثوابت سياسية بل ودينية تتبدل وتتغير ..أزمات اقتصادية تطيح بالشرق والغرب ..طبول حرب تدق من حين لآخر ..وعلى المستوى الداخلى إرهاب دينى بثوب استعمارى ..وإعلام انفتاحى بلا قضية ولا ضمير ..ونواب بالبرلمان بلا خبرة ولا تأييد ..وشعب شكل وجدانه فساد السنين ..وقيادة تصارع الزمان والمكان بحثا عن طوق نجاه وصناعة الأمل فى شعب يملك الكثير ..وثورة القت كل ما فيها وتخلت ... ومن هنا علينا أن نعترف دون حياء أننا نعيش أزمة حقيقية والاستغراق فيها يهدد حاضرنا بمستقبلنا ... فنحن أمام محنة مع التاريخ لا نحن منه نتعلم ولا نحن له صانعون. وليعلم الجميع أننا جميعا لفاتورة اغتيال الوطن دافعون الجانى منا والمجنى عليه .. ومن هنا يتعاظم من وجهة نظرى الدور الوطنى والتعبوى للأزهر الشريف لحشد المواطنين للتخلص من سلبياتهم وتوعية مداركهم بخطورة الموقف وتسليط الضوء على محاولات هدم الوطن واغتياله... وتعميق القيم وإحياء أخلاق ديننا الإسلامى الذى يعظم قيم العمل والنظافة والايثار والتعاون والإخلاص ... نعم فكل الجهات المعنية بتشكيل وجدان هذا الشعب أصبح عليها للأسف الكثير من علامات الاستفهام وفقدت الكثير من سحرها وطهرها وتأثيرهما على الرأى العام فمناهج التعليم تغرد خارج السرب ..والإعلام لم نضبطه متلبسا يوما بطرح قضية.. ورجال الأعمال لا يرتون حتى بدماء البسطاء .. والساسة يختلفون من أجل مصالحهم وليس من أجل الوطن .. ولذلك نعود ونقول إنه الأزهر ولا أحد غيره يستطيع أن يلملم الأشلاء ويطبب الجراح ويبعث فينا روح صحيح الإسلام التى وحدها كفيلة أن تملأ الدنيا حبا وسلاما واستقرارا وتقدما ورخاء ... فهل الأزهر للنداء ملبيا (لبيك يا مصر)؟ لمزيد من مقالات محمود عبدالمقصود