مازالت صعوبة المناهج التعليمية تثير القلق لدى الطلاب ڈالأمور مما يستلزم إعادة النظر فيها وبما يتناسب مع متطلبات العصر خاصة وان الشكوى من الحشو أصبحت دائمة ومتكررة. حاولت تحقيقات «الأهرام»، التعرف على حال المناهج فى مراحل التعليم، وكيفية تطويرها . يشكو الطالب محمد صلاح فى الصف الثانى الاعدادى من صعوبة المناهج الدراسية وتكدسها بالمعلومات التى يصعب فهمها، مما يؤثر علينا خلال استذكارنا للدروس. ويقول محمود النحاس - ولى أمر - إن المناهج الدراسية تمثل جوهر العملية التعليمية وأساس نجاحها لخلق جيل متعلم، لكن المناهج سواء فى المدارس الحكومية أو الخاصة أو التجريبية تعتمد على الكم وليس الكيف، فالمعلم يدرس المناهج المفروضة عليه بغض النظر عن استيعاب الطلاب لها . ويشير إلى أن الطلاب لايدخلون المعمل فى المدرسة خلال العام سوى مرة واحدة أو مرتين، ويؤكد أن العملية التعليمية أصبحت منظومة تجارية بدلا من أن تكون تعليمية، ويطالب بضرورة تنمية مهارات الطلاب . شيماء محمد طالبة بالاعدادى تقول ان اكثر اسباب كرهها للدراسة ان المدرسة روتينية لا يتم تنظيم اى نشاط بها وتعانى اهمالا شديدا . محمود الحسينى طالب يؤكد ان الغاء النشاط الرياضى والمفاضلة بين الطلاب طبقا لمعايير الدروس الخصوصية هو احد اسباب كرهه للدراسة فالفصل به خمسون طالبا نظل به ساعات طويلة ، بالاضافة الى المعاملة الجافة التى نعانى منها من بعض المدرسين الذين يتعاملون مع الطلاب. من جهتها، تؤكد الدكتورة عايدة أبو غريب استاذ المناهج وطرق التدريس بالمركز القومى للبحوث والتربية والتنمية ضرورة الاهتمام بالمناهج التعليميه أكثر من ذلك فليس المهم المحتوى وانما الاهتمام هو اسلوب التطبيق فالمدرس غير المدرب لا يستطيع توصيل المعلومة الصحيحة للطلاب، ودور المدرس ليس فقط توصيل المعلومة انما شرحها بطريقه مبسطة حتى يستطيع الطالب فهمها . الكمبيوتر والانترنت وتشير الدكتورة عايدة إلى أن هناك العديد من المصادر المختلفة لتنمية مهارات الطالب مثل التدريب على استخدام الكمبيوتر والانترنت وحث الطالب على القراءة والاطلاع لتوسعة مداركه وزياده معدل الثقافة العامة وبالتالى يصبح الطالب قادرا على مواكبة الاحداث واقتحام سوق العمل فيما بعد، ولابد من اكساب الطالب مهارات جمع المعلومات وتحليلها ووضع الحلول لكثير من القضايا. وتقترح عدة حلول لمعالجة الأزمة منها تدريب المعلمين على اساليب التدريس الحديثة ومشاركة الطلاب فى العملية التعليمية وربط المدرس بالمجتمع المحلى ومشاكل بيئته التى يعيش فيها إضافة الى ادماج التلاميذ فى مجموعات عمل يقوم من خلالها باجراء تجارب وأساليب جديدة تسهم فى زيادة الإبداع لدى الطلاب ، وعدم الاعتماد على التلقين والحفظ أو أعمال سنة وهو ما يدفعهم لتجاهل الحصص ، واللجوء للدروس الخصوصية ، كما يجب ربط الطالب بالمجتمع الذى يعيش فيه من خلال ورش عمل تحت اشراف المعلم ، وعمل دراسات ميدانية تساعده على وضع تصور لحل مشاكل مجتمعه ، وتشدد على ضرورة تغيير منظومة الامتحانات كليا بحيث تعتمد على العقل والتفكير واستخدام المهارات الذهنية والبعد عن الأساليب العقيمة التى تختبر قدرة الطالب على الحفظ والتلقين، وترجع أسباب تدنى مستوى الطالب ومستوى التدريس للكثافة العالية فى الفصول. « اساس المعرفة ويوضح الدكتور محمد المفتى استاذ المناهج بجامعة عين شمس والعميد الاسبق لكلية التربية ان المناهج الدراسية بها حشو كبير وموضوعات اعلى من مستوى التلميذ المتوسط لاننا نعتمد على نوع من المناهج مبنى على اساس المعرفة بمعنى انها تقليدية وقديمة ولا تزال وزارة التربية والتعليم متمسكة بها . مشيرا الى ان هناك نوعيات اخرى من المناهج تتلافى عيب التكدس ويطلق عليها المتخصصون «المناهج القائمة على المشكلات» فهى تتكون من مجموعة من المشكلات والتلميذ بمساعدة المعلم يحاول حلها ويقوم بجمع معلومات من المصادر المختلفة للمعرفة كالكتب والمراجع والانترنت وهذه الطريقة تخفف من حدة المنهج وتعود الطالب على البحث عن المعلومة ، كذلك تعوده على التفكير لحل المشاكل عند الخروج للحياة فكثير منا يواجه مشكلات فى الحياة لا يستطيع حلها لأن البداية لابد أن تأتى من المدرسة والتعليم فهما المدرب الاساسى الذى يعطى القدرة على الحل. ويضيف انه خلال المؤتمر التعليمى الذى انعقد فى مدينة 6 اكتوبر تم الاتفاق فيه على اخذ مناهج دول اخرى لتدريسها هنا فى مصر كاليابان وسنغافورة وانجلترا وفرنسا فهى دول متقدمة علميا لكنها رؤية غير سليمة علميا وتربويا لان المنهج يفصل لمتعلم معين ويعيش فى بيئة معينة لذلك لابد ان تصمم مناهجنا حسب مجتمعنا. وأكد ان كل محاولات اصلاح التعليم فى الاعوام الماضية باءت بالفشل لان نوعية المناهج القائمة على المعرفة اثبتت فشلها فلابد من تطبيق نوعيات اخزى كالقائمة على المفاهيم الكبرى على سبيل المثال مفهوم الطاقة فمن الممكن تدريسه من وجهة نظر الفيزياء او الكيمياء او الرياضيات او علوم التغذية لان الغذاء يولد طاقة فهو مفهوم كبير حوله معلومات من فروع مختلفة ، ويرى ان المناهج القائمة وفقا لحاجة هذه البيئة تنظر نظرة ضيقة . وتؤكد الدكتورة نادية جمال الدين - خبيرة بالتربية والتعليم ان المدرس الجيد هو الذى يشرح المنهج ويبسطه ويجعل الطلاب يقبلون عليه بحب . التراث الاسلامى ان المناهج الدراسية عتيقة عفى عليها الزمن ومرت اوقات طويلة دون تحديث بالاضافة الى ان فى عهد السادات ومبارك انفتح الباب امام بعض المتشددين الدينيين وتسربوا الى مراكز صناعة المناهج وأصبحت تحمل الكثير من الافكار المتطرفة دينيا فنصف المقررات فى كتب القراءة معتمدة على التراث الإسلامى وتكثر فيها آيات القرآن رغم انها مقدمة لمسلم ومسيحى والمواطنه هدف اساسى من اهداف التعليم، مشيرا الى ان هناك أماكن كثيرة يجبر فيها المسيحى على حفظ الايات القرآنية ، ويرى أن المناهج غير كاملة لان المنهج الحديث ليس مجرد الكتاب المقرر, ولكن الانشطة المصاحبة على هذا الاساس فالمناهج الموجودة لا تهتم بالانشطة وبالتالى الطالب يتعامل معها باعتبارها معلومات للحفظ والامتحان فلا ينمى من قدرات الطالب سوى مهارات الحفظ فيحفظ الطالب المعلومة لكى يضعها فى كراسة الاجابة وينتهى دوره عند هذا الحد بينما يجب أن يعتمد على مفردات حديثة وهى لاحظ , «فكر عبر».